أغضب القائمون على تنظيم حفل تكريم الإعلاميات اللواتي تم اختيارهن من قبل شعبة الإعلام والتواصل بكلية الآداب سايس التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، إحدى الصحافيات المتميزات، التي يشهد لها بالكفاءة والمصداقية في العمل بالإداعة الوطنية، التي حضرت بدعوة من اللجنة المنظمة في اللقاء المفتوح مع طلبة الشعبة بمقر رئاسة الجامعة بمناسبة يوم العالمي للمرأة، حيث غادرت القاعة في الحين تبحث في مكان أخر عن من يقدر دون تجربتها الرائدة في مجال الإعلام السمعي بمحطة إداعة فاس وكأول صحفية خريجة المعهد العالي للصحافة والإعلام بالمنطقة. صرخة مريم الصامتة ألقت بظلالها على أجواء الحفل، وحرمت الحضور من الوقوف على معرفة ومحاداة تجربة الإعلام الجهوي والإكراهات التي تعترض سبيله، من خلال هذه الإعلامية، خريجة المعهد العالي للصحافة بالرباط سنة 1988، حيث مارست مهنتها كصحفية ومنتجة ومحررة بقسم الأخبار بالإذاعة الجهوية بفاس يوم 11 مارس 1990، قادمة من الإذاعة المركزية بالرباط، التي حلت بها في أول تعيين لها، لتستقر بعد ذلك في حضن عشيقتها الإدريسية، وصفوها بالمناضلة لكفاحها من أجل أن يبقى الإعلام الجهوي النواة الأساسية في الإعلام الوطني وخصوصا على المستوى السمعي والمكتوب، برزت من خلال مجموعة من البرامج المباشرة وغير المباشرة الهادفة نذكر منها، ” مع المستمعين”، “مع الحدث”، ” حوار مفتوح”، “حديث الناس”، “وقائع”، “ما بعد الحدث”، “مابين البارحة واليوم”، جعلت هذا الاسم يتداول وسط النخبة المثقفة والجمعوية، التي بادرت في عدة مناسبات تكريم هذه المنتجة صاحبة عدد من الربرتاجات والتحقيقات ذات الأبعاد الاجتماعية والإنسانية. وقد حج بكثافة عدد كبير من الطلبة والطالبات، للإسهام والمشاركة في الاحتفاء بالمرأة الإعلامية، وكانوا مع الموعد اعترافا وإدراكا عميقا لدورها في المجتمع ومساهمتها القيمة في خدمته ورفعته وتقديم النموذج الحقيقي والعملي للمرأة الواعية في عالم متغير، انبهروا للزميلة ليلى بوزيدي الجزائرية، صحافية بقناة ميدي سات، ومتزوجة من مغربي، وهي تسرد حكايتها وأسباب ارتباطها بعالم الصحافة، التي تعود إلى أفلام الرسوم المتحركة، حلمها الكبير يتجلى في تحقيق الوحدة المغاربية، تميزت بأعمال جريئة، لا تعرف الحرج في تناولها لقضايا المجتمع بحيث ارتبط اسمها ببرنامج “بدون حرج”، لها رصيد معرفي يمكنها من محاورة الجميع . ثريا الصواف، صحافية بالقناة الثانية وفنانة تشكيلية، نموذج للمرأة المغربية الطموحة، كانت فخورة وهي تتوسط زميلاتها الناجحات في مسارهن الإعلامي وقت استضافتهن من لدن جامعة العاصمة الثقافية الروحية للمملكة. أول امرأة مغربية تقدم نشرة الأخبار باللغة الفرنسية بالتلفزيون المغربي، قبل أن تنتقل للعمل بالقناة الثانية مقدمة للأخبار باللغة الفرنسية، لم تبخل بنصائحها لفائدة الطالبات والطلبة الذين يتطلعون لمستقبل إعلامي أكثر حرية وانفتاح. سعاد زعتراوي، صحافية بالقناة الثانية، مجازة وخريجة المعهد العالي للصحافة بالرباط ، وهي تحاور وترد على تساؤلات الطلبة، لفتت إلى الصحافة النسائية والتي قالت إنها أحد أشكال الصحافة المتخصصة، وأن من أهم ملامحها ميول الصحفيات إلى الاهتمام بقضايا المرأة والأسرة والطفل والشعور بالهم النسوي، وأضافت، قائلة “على المرأة الصحفية أن تلعب دورا كبيرا في تغيير الصورة السلبية التي تقدم بها، رغم أن العملية ليست سهلة بل شاقة جدا في تغيير الوعي المجتمعي على مستوى الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة أو الإلكترونية، ويقع على عاتق المرأة الصحفية دور بارز في عملية التوعية حول مختلف القضايا المجتمعية وخاصة المرأة والأسرة والطفل، ويتجلّى ذلك في الارتباط الحميم للمرأة بهذه المكونات مما يجعلها مؤهلة أكثر من غيرها للعب دور أساسي في بث الوعي لديها، وعليها أن تكون على وعي بالمشكلة التي تخص النساء ولديها المؤهلات والخبرات في مجال الإقناع والمعرفة بخصائص الجمهور المستهدف وأساليب التعامل معه وخاصة سكان الريف والمناطق الشعبية العشوائية”. في كلمته، شدد الدكتور فارسي السرغيني على ضرورة العمل من أجل تشجيع وصول المرأة إلى المناصب القيادية في المؤسسات الإعلامية وتعزيز قدرتهن التنافسية وتوفير البيئة المواتية لأداء عملهن المهني، مشيدا بعملهن رغم الإكراهات التي تواجهن. وجرى في ختام اللقاء التواصلي مع طلبة شعبة الإعلام والتواصل، تم تكريم الصحافيات المشاركات من خلال توزيع الهدايا عليهن في هذا المناسبة من لدن رئيس الجامعة، الذي لم يكن له الوقت الكافي لتهيئ أدرع لفائدة المحتفى بهن، الشيء الذي وضعه في حالة حيرة وإحراج لمن يسلم الدرع الوحيد، الذي تتوفر عليه الرئاسة، حيث تفضلت الزميلة ثريا الصواف وأنقذت الموقف باقتراح على اللجنة المنظمة تسلم التذكار للصحافية الجزائرية ليلى البوزيدي، تقديرا للمحبة والأخوة التي تربط الشعبين. كما لاحظ عدد من المتتبعين والمهتمين بشؤون المرأة، تجاهل اللجنة المنظمة للإعلام النسائي المكتوب، الذي يعاني من نقص واضح، وبالتالي كما يعتبر البعض، كان من الضروري الاستماع إلى الإكراهات التي تعيشها صحافيات هذا النوع من مهنة المتاعب والوقوف على خصوصيته.