لحظات مؤثرة في تكريم الرواد، تجارب حية في الإعلام الرياضي العربي سوزان إسكندر المصورة الصحافية السعودية التي اقتحمت جدار المحرمات الوزير بلخياط يؤخر انطلاق الحفل بأكثر من ساعتين احتفل الاتحاد العربي للصحافة الرياضية والجمعية المغربية للصحافة الرياضية، يوم أول أمس الخميس، بعيد الصحفيين الرياضيين بأحد فنادق مدينة الدارالبيضاء. هو العيد الرابع الذي ينظمه الاتحاد العربي، والأول بالنسبة للجمعية المغربية. وهي المرة الأولى التي يقرر فيها الاتحاد العربي الاحتفال بالعيد بالمغرب، باقتراح من رئيس الاتحاد الزميل جميل عبدالقادر، وحضور نائبه الزميل بدرالدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية. وقد أقيم الحفل بتعاون مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية. وسجل الحفل، الذي حضرته شخصيات من مختلف المجالات والقطاعات الإعلامية، الفنية والثقافية، والرسمية، أقوى لحظاته في فقرة التكريم الذي خصصت لرواد الصحافة الرياضية بالمغرب وكذا ببعض الدول العربية الشقيقة. فمن المغرب، تم الاحتفاء بخمسة أسماء وازنة تجر خلفها تاريخا متوهجا في الميدان الإعلامي: أحمد صبري كمال لحلو عبدالله الوزاني نجيب السالمي و عبداللطيف الصيباري. ومن تونس (رشيدة بنت عبدالسلام غريبي)، السعودية (سعد بن فالح المهدي)، ليبيا (عبدالفتاح زكري)، الكويت (عبدالمحسن الحسيني)، العراق (خالد جاسم)، الأردن (منير طلال)، فلسطين( بدر طالب مكي)، الإمارات (محمد مراد الجوكر)، السودان (محمد محمود هساي)، سوريا (أحمد صالح)، قطر ( محمد عبدالله المؤذن)، الجزائر ( نجيب زواق)، موريتانيا (ميمونة بنت محمد)، لبنان (يوسف برجاوي)، ومن مصر (فتحي سند). كما تم خلال نفس الحفل توزيع جوائز تقديرية لأفضل رياضيي السنة بالمغرب، وتعلق الأمر بالسباحة سارة البكري وبالعداء أمين لعلو. عبد العزيز بلبودالي الوزير بلخياط أبى منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة إلا أن يخلق الحدث في حفل حضره ضيوف من خارج أرض الوطن.. الوزير «الأمريكي سلوكا ومنهجية كما يحلو أن يصف نفسه»، لم يختر كهدية للإعلاميين بمناسبة عيدهم غير تركهم «يتعصرون» داخل قاعة الفندق في انتظار قدومه بعد أن مرت على موعد انطلاقة الحفل أزيد من ساعتين! وحتى موعد عزف النشيد الوطني الذي تم برمجته في الساعة الثامنة مساء، تأخر بدوره «من أجل خاطر عيون الوزير» ولم يعزف إلا بعد أن حضر متأخرا بأكثر من ساعتين. الوزير لم يكتف بتلك «الإهانة» التي وجهها للإعلاميين في عيدهم، بل إنه أخذ الكلمة، وعوض أن يطرح من خلالها توجه الوزارة فيما يخص وضع إطار تواصلي شفاف ومهيكل في علاقته بالإعلام الوطني، عاد مجددا للحديث عن «استراتيجيته»، وعن متمنياته « أنا وزير شاب وطموح وعندي أهداف عالية جدا..»، كما طرح أمام الحاضرين برنامج انشغالاته طيلة أيام الأسبوع الجاري، وكأنه يريد القول «شفتو مبقا عندي وقت لداري.. أنا ديما مشغول في الاستقبالات والتدشينات والاجتماعات ووو..»، مستغرقا وقتا تجاوز الحدود، ودفع بعض الحاضرين للشعور بالملل والتعب والاشمئزاز! ندوة وكواليس قبل بداية الحفل، وتحديدا منذ الساعة الخامسة، نظمت ندوة حول موضوع «دور الإعلام في بناء الاستراتيجيات الرياضية»، وأطرها الزملاء بدرالدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، بلعيد بوميد رئيس الاتحاد الافريقي، جميل عبدالقادر رئيس الاتحاد العربي والأستاذ أحمد قعاش. وتابع الندوة زملاء إعلاميين وشخصيات من المجتمع المعرفي والفني، وضيوف من خارج المغرب. وعرفت أشغال الندوة تدخلات مست في العمق المسألة الإعلامية وعلاقتها بعملية تطوير المجال الرياضي. ومباشرة بعد اختتام الندوة، طلب من الحضور مغادرة محيط الفضاء حيث شوهد حراس خاصون وهم يشددون على إفراغ القاعة و«طرد» الجميع بمن فيهم الرواد المكرمون والضيوف من صفوف الإعلاميين العرب، تحت مبرر انتظار موعد انطلاق الحفل الرسمي في حدود الساعة الثامنة، وهو الحفل الذي فرضت لولوجه بطاقات دعوة خاصة! وبخصوص البطاقات تلك، استاء زملاء صحافيون من سوء تنظيم عملية توزيعها، حيث علم أن صحفا وطنية لم تتوصل إلا بدعوة واحدة فقط، فيما تسلمت منابر «محظوظة» أعدادا كبيرة من البطاقات! بل وتم منع صحافيين من ولوج قاعة الحفل تحت ذريعة عدم توفرهم على الدعوة، في الوقت الذي غصت فيه القاعة بوجوه لاعلاقة لها بالصحافة.. حدث ذلك للأسف، في عيد الصحافة! أحمد صبري: «تكريمي الحقيقي هو أنني خلقت لأكون صحافيا.. هو أكبر تكريم لي هو أن كرمني الله بترشيد لهذا المجال.. طيلة مسيرتي الاعلامية يصعب علي كثيرا أن أجد أحدا ينتقد ما أكتب أو يحاسبني.. هو شرط في الإعلام الرياضي، يجب على الصحافي أن يكون قائدا وليس مقودا.. موجها وليس موجها، أن تكون له خلفيات علمية ثقافية وأخلاقية لكي يوجه الناس.. الموجه الذي لايتوفر على هذه الخصال هو موجه من جهات أخرى ربما تكون جهات معادية ظالمة أو جهات تلعب على حبال الرشوة.. وبالتالي فهو يخسر زمانه ويخسر قيمته التاريخية،. أعتقد أنني أخذت حقي مما يجب ليس من جيوب الناس وليس من مدراء وإداريين ولكن من الجماهير ومن التاريخ الذي يكتب.. لن أنسى ذكرى تكريمي بالألعاب الأولمبية بمونريال بكندا، ولن أنسى أنه بمجرد عودتي للمغرب أنني توجهت لبيت الشهيد عمر بن جلون وقمت بإهداء قلادة التكريم لأحد أبناء الشهيد.. كانت لحظة لن أنساها أبدا.. حملت بالتأكيد كل الإشارات وكل المعاني وكل القيم.. ما أتمناه اليوم وما أطلبه من زملائي في الصحافة الرياضية خاصة في جريدتي «الاتحاد الاشتراكي» هو أن يركبوا العلم.. يجب أن يكون الصحافي محايدا.. وأن يتفادى السقوط في الانتماء الأعمى لهذا أو ذاك أو لفريق أو لآخر ليظل فوق الجميع ويصبح رأيه ذا قيمة يحفظها التاريخ.. وعكس ذلك فهو يظلم مساره، ويظلم قراءه وحبذا لو يبدل مهنته..» عبدالله الوزاني: «نحن بحاجة دوما لمثل هذه المبادرات.. التقيت اليوم بكل سعادة بوجوه لم أرها منذ أكثر من عشر سنوات.. أتمنى أن تتكرر مثل هذه المبادرة للالتقاء ولتبادل الأفكار، ولتكريم الرواد والمجتهدين من الشباب الذين برهنوا والحمدلله أنهم في مستوى الطموح.. بالنسبة للإعلام المكتوب فأعتقد أنه وصل إلى درجة متقدمة من النضج أفضل بكثير من الفترة السابقة، أولا على مستوى الأسلوب، ثانيا التمكن من الموضوع .. للأسف الإعلام المسموع ركب لغة ليست لغة رياضية.. ما ينطبق على السمعي ينطبق على المرئي.. آمل أن تتم مراجعة الأمر، وأتمنى من الصحافيين أن لايحملوا الرياضة ما لاتحتمل..» كمال لحلو: «هذا عنوان آخر لتماسك الصحافة والرياضة وكل الأجهزة المسؤولة حول هدف واحد ألا وهو العمل من أجل الارتقاء بالرياضة الوطنية.. تكريمنا اليوم هو رسالة موجهة للصحافيين الشباب.. القدوة من السلف للخلف، والقدوة أعتبر أن مكنونها الأول هو الحس الوطني الجياش الذي جعلنا نشتغل سابقا من أجل وطننا نتحدى في ذلك كل الصعاب وكل الإكراهات.. الحمد لله نجحنا في مواكبة كل التطور الذي شهدته الرياضة الوطنية.. نصيحتي إذن للشباب هي التقيد بروح الوطنية ووضع مصلحة البلاد نصب أعيننا قبل أي شيء آخر.. أشكر الجميع اليوم، وأنا دائما في خدمة بلدي مجندا بكل ما أوتيت من قوة لخدمة وطني وملكي..». بدرالدين الإدريسي: «في واقع الأمر فالاحتفال بالعيد الرابع للصحفيين العرب يأتي متزامنا مع العيد الأول للصحفيين المغاربة.. هي مناسبة لتكريم الرواد، وهي لحظة للاعتراف بما قدموه لخدمة الساحة الاعلامية.. من واجبنا كمؤسسة مواطنة أن نقف إجلالا لهؤلاء الرواد تقديرا لهم ولإسهاماتهم. أشير إلى أن زميلي جميل عبد القادر رئيس الاتحاد العربي للصحفيين العرب كان حريصا أن يقام الاحتفال بالعيد بأرض المغرب.. رحبنا كجمعية بالفكرة، وهاهي تتبلور وتخرج للوجود.. هو شيء رائع أن نزاوج بين العيدين، عيد الصحفيين العرب وعيد الصحفيين المغاربة.. من واجبنا وعلينا الاعتراف بروادنا وبقادة الإبداع في الإعلام الرياضي.. هي مناسبة لنقدمهم للجيل الجديد. هي مناسبة أيضا لتكريم أبرز الرياضيين، ومعلوم أن الجمعية قامت باستفتاء شارك في 101 صحافي من مختلف المنابر، وجاءت النتيجة أن أفضل الرياضيين في سنة 2010، هما السباحة سارة البكري والعداء أمين لعلو.. هي أحسن مناسبة لتكريمهما وسط هذا الاحتفال الاعلامي.. نفكر في برامج ومشاريع أخرى، كتخصيص جائزة لأفضل صحافي رياضي في السنة وغيرها من الأوراش التي فتحتها الجمعية المغربية للصحافة الرياضية..» بدر طالب مكي ( فلسطين) : « رغم الاحتلال، الرياضة في فلسطين قائمة.. ورغم كل المعيقات الشعب الفلسطين مايزال حيا.. في السنين الأخير تطورت الحركة الرياضية الفلسطينية وبالتالي شهد الإعلام الرياضي تحركا مماثلا، فهو مرآة للحركية الرياضية.. هناك حملة قائمة لتطوير قطاع الرياضة والشباب من خلال خلق بنية تحتية، وتوسيع دائرة الرياضيين، وتكوين الأطر.. نواجه في كثير من الأحيان العديد من العقبات منها مثلا قيام الاحتلال بمنع دخول منتخبات وأندية لأرض فلسطين، كما حدث قبل شهر، حينما استعصى على منتخبي افريقيا الوسطى وغامبيا الحلول عندنا لإجراء مباريات ودية مع منتخب فلسطين لكرة القدم.. نبذل حاليا كل الجهد لاستقبال وفود عربية رياضية للمشاركة في أنشطة رياضية فوق الأراضي الفلسطينية، ونأمل أن يتحقق ذلك للشعب الفلسطيني..أعتقد أن الرياضة هي جزء من الفكر المقاوم للاحتلال.. بفلسطين يشتغل قرابة 100 صحافي متخصص في الرياضة في الضفة وقطاع غزة.. عندنا ثلاثة صحف شاملة يومية تتضمن من ثلاثة إلى سبع صفحات رياضية.. ليس لدينا للأسف صحف رياضية متخصصة، وسبق أن كانت هناك تجارب، لكنها لم تستمر لقلة التمويل والإمكانيات المالية... بالنسبة للقارئ الفلسطيني ، ورغم، ما يشهده البلد على المستوى السياسي وما ينتج عنه وجود الاحتلال، فإنه يفرز اهتماما واسعا للصحافة الرياضية، والقارئ متتبع لكل الأخبار الرياضية.. هناك العديد من المواقع الالكترونية الخاصة بالإعلام الرياضي.. فيما يتعلق بالعنصر النسوي، فالعدد قليل جدا لا يتجاوز صحافية واحدة في كل جريدة.. هي البداية ونأمل أن يرتفع عددهن قريبا..» عباس مهداوي (العراق): «أشتغل بجريدة «الملاعب» العراقية. أعتقد أن العراق عانى من كثرة الحروب ومن كثرة المآسي دمر الإعلام العراقي بصفة عامة وليس الإعلام الرياضي وحده.. الدبابات والاحتلال خلف رعبا وهلعا خاصة في صفوف الرياضيين الذين استشهد عدد كبير منهم.. لكننا والحمد لله نجحنا في تجاوز كل تلك المعيقات، وانطلقنا في صفحة جديدة.. اليوم الحركة الرياضية وبعد سباتها العميق عادت مجددا للبروز، خاصة بعد فوز المنتخب العراقي بلقب البطولة الآسيوية لكرة القدم.. فالحدث خلق منعطفا جديدا للرياضة وللإعلام الرياضي في العراق.. اليوم لدينا 10 صحف متخصصة في الرياضة تصدر بشكل يومي، لدينا قناتان فضائيتان خاصتين بالرياضة إلى جانب محطة إذاعية وطنية رياضية.. هناك اتساع وانتشار في صدور الصحف الرياضية التي فاق عددها اليوم حوالي 95 جريدة يومية شاملة تخصص جزء كبيرا من صفحاتها للرياضة..» محمد محمود هساي (السودان): « أشكركم جميعا على حفاوة الاستقبال.. في السودان، هناك حركية رياضية نشيطة جدا، ولعل كرة القدم وممثليها من الأندية لخير تجسيد لذلك.. بالطبع هناك مواكبة إعلامية متوازنة.. تصدر يوميا بالسودان أزيد من عشر صحف متخصصة في الرياضة، هذا بالإضافة للعدد الكبير لباقي الصحف التي تتناول مختلف المواضيع الشاملة.. الحركة الرياضية بالسودان لم تتأثر يوما بأية تفاعلات شهدتها الساحة السياسية.. وهي تعرف تطورا يوما بعد يوم. أعتقد أن أجمل ذكرى في مساري المهني هو عندما تم تكريمي من طرف الرئيس السوداني جعفر النميري وأنا شاب ب 21 سنة فقط..» سوزان إسكندر (مصورة رياضية من السعودية): «أشتغل منذ ست سنوات في التصوير الرياضي، في جريدة عكاظ السعودية.. من قبل كنت أشتغل مصورة في المجال الفني والمجتمع النسوي، طبعا دخلت مجال الإعلام منذ عشر سنوات كتصوير المؤتمرات والحفلات والشخصيات الفنية.. كنت ألتقي بزملائي الذين يطلبون مني الانضمام لمجال التصوير لرياضي، وتحققت الأمنية ولو مع إدراكي أنه صعب على المرأة ولوج ميدان رياضي يحاصره الرجال فقط، ومحرم على النساء. تحدي كل المعيقات، وانخرطت في مجال عشقته وضحيت من أجله، ولا أنسى هنا الدعم الكبير الذي حفزني من طرف أسرتي وزوجي وأبنائي.. بل إن زوجي الذي يشتغل طيارا يقوم من حين لآخر بإهدائي آخر الابتكارات في كاميرات التصوير في إشارة منه لتحفيزي وتشجيعي.. في السعودية مازال محرما علينا نحن النساء ولوج الملاعب الرياضية.. ومع ذلك قمت بتغطية عدة أنشطة وتظاهرات خاصة في كرة القدمو حيث رافقت المنتخب السعودي في العديد من سفرياته خارج السعودية، كما قمت بتغطية أنشطة رياضية في البلدان العربية المجاورة.. ومؤخرا تشرفت بإنجاز تغطية فوتوغرافية لمناسك الحج. سعدت بتكريمي قبل ثمانية أشهر هنا بالمغرب وتحديدا في مدينة إفران، ومازاد من سعادتي هو أني ومباشرة بعد عودتي للسعودية، تلقيت تهنئة إدارة جريدة عكاظ ووزارة الإعلام، وتم دعمي في طبع كتيب يرصد تغطياتي لمجموعة من التظاهرات الرياضية..»