الرباط - العرب الاقتصادية -الأناضول - أكد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، أن حزبه ستحالف مع الأحزاب التي "يمكن" التحالف معها لتعويض انسحاب حزب الاستقلال (محافظ)، ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد، من الحكومة، معتبرا انسحاب الاستقلال "إساءة للوطن". وفي كلمة ألقاها في اجتماع مغلق لهيئة أطباء حزبه انعقد مساء أمس الأحد بالعاصمة الرباط (وسط)، قال بنكيران "الأمين الام لحزب الاستقلال غالط (مخطئ) وما يقوم به إساءة للوطن، ولكن نحن سنتحمل إن شاء الله مسؤوليتنا وسنتحالف مع من يمكن أن نتحالف معه". كما وصف بنكيران قرار حزب الاستقلال الانسحاب من حكومته ب"غير المعقول، لأننا بدأنا مسلسلا من أوراش للإصلاح انخرط فيه وزراء الحزب" على حد قوله. وخاطب أيضا حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال قائلا: "ألئنك رأيت أن حزبك إذا خرج إلى المعارضة سيربح أكثر، هل هذه هي المسؤولية؟". وأضاف: "من يهاجم العدالة والتنمية لم يفهم بأنه ليس فقط كاف أن تشتم لكي تكسب ثقة الشعب، ولكن ينبغي أن يكون لكلامك مصداقية". وجدد بنكيران التأكيد على أن حزبه "لم يأت من أجل منافع ومناصب، بل جاء من أجل نهضة البلاد بمساهمتنا مع الآخرين". وقررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، يوم 13 يوليو/تموز الجاري، فتح مفاوضات مع الأحزاب الراغبة في تعويض انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة وإطلاق مشاورات مع جميع الأحزاب بشأن الوضع السياسي في البلاد وتداعياته. وفي تصريحات سابقة للأناضول، قال خالد الرحموني، عضو الأمانة العامة للحزب إن مفاوضات تشكيل أغلبية حكومية جديدة ستشمل بالأساس حزبي "التجمع الوطني للأحرار" (وسط)، أكبر حزب معارض في المغرب، إضافة إلى "الاتحاد الدستوري" (وسط)، سابع قوة سياسية في البلاد، علما بأن التجمع الوطني للأحرار يمتلك 54 مقعدا بمجلس النواب، في حين يحوز الاتحاد الدستوري 23 مقعدا من إجمالي مقاعد المجلس البالغة 395 مقعدا. واستقال خمسة وزراء من بين 6 هم وزراء حزب الاستقلال، الأسبوع الماضي، من الحكومة (يبلغ عدد وزرائها إجمالا 31)، وهم نزار بركة وزير الاقتصاد والمالية، وفؤاد الدويري وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ويوسف العمراني الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، وعبد اللطيف معزوز الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، وعبد الصمد قيوحوزير الصناعة التقليدية، في حين رفض محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، الاستقالة. غير أن بنكيران لا يزال يدرس هذه الاستقالات، وفق مصطفى الخلفى، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة. ويمتلك حزب الاستقلال 60 مقعدا بمجلس النواب الذي يرأسه كريم غلاب، القيادي بالحزب. وأرجع الحزب قرار انسحابه إلى ما وصفه ب"انفراد الحكومة بالقرارات المصيرية الكبرى، واحتضانها للفساد وتشجيعها عليه، واستنفاد الحزب الطرق المؤسساتية في تنبيه الحكومة إلى الوضع الاقتصادي الكارثي التي أوصلت إليه البلاد"، إضافة إلى "فشل الحكومة الكامل في جميع المجالات وسياساتها الممنهجة في استهداف القدرة الشرائية للمغاربة، وخلط من يسمى رئيس الحكومة (بنكيران) بين مهامه الحزبية ومهمته الحكومية"، على حد تعبير الحزب. وبانسحاب الاستقلال، أصبح الائتلاف الحكومي بالمغرب يتكون من ثلاثة أحزاب هي: "العدالة والتنمية" (إسلامي)، و"الحركة الشعبية" (وسط)، و"التقدم والاشتراكية" (يساري). وتراجع عدد مقاعد أحزاب الائتلاف الحكومي من 220 إلى 160 مقعدا من إجمالي مقاعد مجلس النواب البالغة 395 مقعدا؛ مما يعني أنه سيكون على الائتلاف كي يستمر في الحكم أن يعقد تحالفا يوفر له 38 مقعدا جديداً لتصبح حكومته بالحد الأدنى من الأغلبية، وهو 198 مقعدا. وكان العاهل المغربي كلف بنكيران في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 بتشكيل الحكومة الحالية؛ إثر تصدَّر حزبه الانتخابات التشريعية في الشهر ذاته، وتولت الحكومة عملها رسميًا مطلع عام.