أكد السيد محمد الوفا وزير التربية الوطنية في كلمة تلاها نيابة عنه مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس بولمان أن تعميم ولوج الأطفال للتعليم والاحتفاظ بهم في المسارات الدراسية إلى نهاية مرحلة التمدرس الإلزامي يمثل رهانا أساسيا تعمل الوزارة على رفعه بالنسبة لجميع الأطفال٬ بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة٬ مضيفا أنه تم٬ في إطار تطبيق مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين٬ وضع إطار تنظيمي وبنيوي لتيسير الإدماج المدرسي التدريجي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة العمومية بالأقسام المدمجة والعادية. وأضاف وزير التربية الوطنية في لقاء الثلاثاء 21 ماي 2013 بقصر المؤتمرات بفاس الذي احتضن أشغال ورشة موضوعاتية حول "تربية وتعليم الأشخاص في وضعية إعاقة"٬ تنظم بدعم من منظمة اليونيسكو ومنظمة إعاقة دولية أنه تم في هذا الإطار الاهتمام بتكييف البرامج والمناهج الدراسية وبرامج تكوين الأطر التربوية قصد توفير عرض مدرسي مناسب لهذه الفئة٬ فضلا عن تأهيل وتكييف فضاءات وتجهيزات عدد من المؤسسات التعليمية لتمكينها من استقبال هؤلاء التلاميذ في ظروف مناسبة مع توفير الخدمات الصحية والاجتماعية الملائمة من خلال مشاريع خاصة ومتنوعة وبرامج تربوية مندمجة للمجتمع المدني. لكن وعلى الرغم من هذه الجهود – يضيف وزير التربية الوطنية – فلا يزال الطريق طويلا لرفع هذا الرهان بشكل فعلي مما يفرض مضاعفة الجهود ودعم آليات التنسيق والعمل على الرفع من نجاعتها من طرف القطاعات الحكومية المعنية وهيئات ومنظمات المجتمع المدني وكل المتدخلين. ودعا الى بلورة مقاربة جديدة ومجددة بخصوص تمدرس الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتكثيف التعبئة والتواصل من اجل دعم تمدرس هذه الفئة من الاطفال المغاربة ونوه الدكتور محمد دالي على لسان وزير التربية الوطنية بالمجهودات الحميدة المبذولة من طرف أطر وزارة التربية الوطنية على اختلاف مهامهم ومواقعهم ومستويات تدخلهم داعيا الى المزيد من الالتفاف حول المدرسة المغربية حتى تصبح مدرسة للنجاح لجميع الأطفال المغاربة من جهتها نوهت بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بتجربة الأقسام المدمجة التي خاضتها وزارة التربية الوطنية لتشجيع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة على الولوج إلى مختلف الأسلاك التعليمية٬ مؤكدة على ضرورة تطوير هذه التجربة من خلال الاعتماد على الوسائل الديداكتيكية الضرورية وبالاستفادة من الخبرة التي راكمتها الأطر في هذا المجال. وأوضحت أن السياسة العمومية في مجال النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة٬ التي يجري إعدادها حاليا٬ تروم إنتاج برامج قابلة للتطبيق في الميدان تأخذ بعين الاعتبار خصوصية الأشخاص في وضعية إعاقة وكذا تنوع الإعاقة بالنسبة لهذه الفئة. وأضافت الحقاوي خلال افتتاحها أشغال الورشة أن هذا المسار التشاوري الذي تم اعتماده لبلورة هذه السياسة العمومية يستدعي مشاركة مختلف القطاعات الحكومية المعنية ومكونات المجتمع المدني من أجل تحقيق الالتقائية٬ وبالتالي تقديم الخدمة الضرورية للأشخاص في وضعية إعاقة في مختلف المجالات. الحقاوي أكدت على أهمية إنضاج الأفكار والمقترحات خلال كل الورشات التي يتم تنظيمها في إطار إعداد هذه الاستراتيجية وذلك من أجل الوصول إلى مقاربة مندمجة تجعل الشخص في وضعية إعاقة يتمتع كباقي المغاربة بكل الخدمات التي يحتاجها. مشددة في ذات السياق على الأهمية التي يكتسيها موضوع هذه الورشة والذي يتطلب مقاربات معمقة وتقديم اقتراحات عملية اعتمادا على الخبرات التي راكمتها جميع الجهات المتدخلة في القطاع٬ مشيرة إلى العديد من الإكراهات التي لا تزال تحد من تمكين الأطفال في وضعية إعاقة من الاستفادة من البرامج التعليمية كالنقص الحاصل في الفضاءات الحاضنة لتمدرس وتعليم هذه الفئة وقلة المهارات والمؤهلات إلى جانب ضعف البرامج وغيرها. من جهته أوضح الدكتور الفارسي السرغيني٬ أن هذا اللقاء يشكل فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في القطاع من أجل الخروج بوثيقة عمل تحدد بدقة سبل وإمكانيات تجاوز المعيقات بما يكفل تمكين هذه الفئة من التمتع بحقها في التربية والتعليم ضمن المنظومة التعليمية على قدم المساواة. وأكد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس٬ أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء هو ضمان وصول الأشخاص في وضعية إعاقة إلى كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية على قدم المساواة مع باقي المواطنين ارتكازا على مبادئ تكافؤ الفرص والعدالة واحترام الكرامة الإنسانية. وخلال الجلسة الصباحية استمع المشاركون إلى عروض حول السياسة العمومية في مجال النهوض بحقوق الاشخاص في وضعية إعاقة المرجعيات والأهداف "رشيد الكنوني مدير الوقاية والإدماج الاجتماعي للأشخاص المعاقين . مكانة الأطفال في وضعية إعاقة في المنظومة التربوية لوزارة التربية الوطنية "أنور البوكيلي رئيس مصلحة تربية الاطفال ذوي الإعاقة عرض حول المقاربات والمفاهيم المرجعية كزافييي ديفوشبل مدير جهوي لمنظمة إعاقة دولية وعرض تحليلي حول واقع تربية وتعليم الاشخاص في وضعية إعاقة جعفر مغادري مدير مكتب الدراسات ACEP شكلت فيما بعد حلقة أساسية لا مست إشكالات التدبير العمومي لموضوع الإعاقة وتداولت في آليات اشتغالها وتضمن برنامج الورشة٬ التي حضرها ممثلو القطاعات الحكومية المعنية وفعاليات المجتمع المدني وخبراء في المجال من المغرب والخارج٬ تنظيم ثلاث مجموعات عمل انصب اهتمام الأولى على موضوع "النظام التربوي والتعليمي .. النموذج والمقاربات" بينما ناقشت الثانية موضوع "الولوج إلى التربية والتعليم"٬في حين خصصت الثالثة لدراسة موضوع "الحكامة .. آليات التنسيق وأدوارالفاعلين".