نفى وزير التربية والتعليم محمد الوفا نفيا قاطعا أن يكون قد تراجع عن قراره القاضي بمنع هيأة التدريس العمومية من الاشتغال لصالح المدارس الخاصة، مؤكدا أنه قرار لا رجعة فيه، مهما كانت النتائج. واعتبر محمد الوفا في حديث ل «الاتحاد الاشتراكي» أن هذا القرار لا يقبل الجدل ، لأنه أصلا لا يطرح أي مشكل حقيقي. وأضاف « أنا كوزير للتربية والتعليم لا أعرف أين هو المشكل في تطبيق هذا القرار، ما دام يعالج خللا قانونيا لا يمكن أن نسكت عنه». ووجه الوفا انتقادات قوية ولاذعة لممثلي قطاع التعليم الخصوصي، الذين اجتمع بهم مؤخرا، وعبر عن امتعاضه من «أن يخرج بعضهم بعد الاجتماع ليقول لوسائل الإعلام إن الوزير قد تراجع»، مؤكدا أن ذلك «كذب في كذب..» وتحدى هؤلاء إن كان لديهم ما يكفي من الشجاعة أن يواجهوه في لقاء تلفزي أمام المغاربة ليتبين من هو على صواب، ومن يدافع عن المصالح الضيقة. واستغرب وزير التربية والتعليم كيف أن أحد أرباب المدارس الخصوصية يعتمد 100 في المائة على المدرسين العموميين، اتصل به حول هذا الموضوع ليخبره أن هذا القرار سيجبره على الإغلاق ..وقال «يسد إلى بغا يسد ..فين هو المشكل؟»، مضيفا أن « هناك قانونا واضحا كان يتم خرقه وبات واجبا أن يحترم، تماما كما يحترم السائقون إشارة الضوء الأحمر، فلا يعقل أن يأتي سائق للاحتجاج على وضع إشارات المرور بدعوى أنه لم يتم إخباره بذلك من قبل»؟ !! وقال محمد الوفا إن هناك من يريد أن يشغل المغاربة بالتفاهات، معتبرا أن مشاكل التعليم الحقيقية هي مشاكل هيكلية بالدرجة الأولى وليست مشاكل بيداغوجية. وأضاف « مهمتي الأولى كوزير هي معالجة هذه الاختلالات الهيكلية، والتي من ضمنها مشكل التعليم الخصوصي ومشكل التوقيت ووضعية المدارس.. «. واعتبر الوزير أنه لم يعد مسموحا السكوت عن ممارسات لاأخلاقية أصبحت معتادة في الحقل التعليمي، « كيف لنا أن نسمح بأن يتقاضى مفتشو الوزارة أجورا إضافية من مؤسسات التعليم الخصوصي التي من المفترض أنهم يسهرون على تأطيرها تربويا وتفتيشها مهنيا ؟ إنه تواطؤ مكشوف». وقال الوزير إنه من غير المقبول أن يتصل به «بعضهم» ليتوسط لأبنائهم للتسجيل في مدارس البعثات وفي بعض المدارس الخصوصية، كما لو كان ذلك استدراجا له للاعتراف الصريح بفشل المدرسة العمومية !! وتساءل الوزير « كيف يمكن أن تكون المدرسة الخصوصية أحسن من نظيرتها العمومية وهي تشتغل بطاقم عمومي.. وعن إشكالية التوقيت، قال الوفا إنه لن يقبل بعد الآن بتصريف استعمال الزمن المدرسي بشكل عبثي قائلا: « لن أسمح بأن يتسكع التلاميذ في الشوارع بسبب كثرة الساعات الفارغة، فقط لأن هذا التوزيع الزمني يخدم مصالح البعض..» ودعا الوفا جميع هيأة التدريس الى الاجتهاد في إبداع الحلول التربوية التي تتلاءم مع محيطهم المحلي والجهوي، وألا يبقوا في انتظار القرارات المركزية من الرباط وقال :» هم أصحاب المهنة وهم أدرى بكيفية الاشتغال، ولدينا كفاءات عالية جدا يجب استثمارها جيدا «. أما الوزير نفسه فقد اعتبر أن مهمته الأساسية ذات طابع استراتيجي شامل، تقضي بإعادة رسم ملامح المدرسة العمومية وترتيب أدوارها ووظائفها من الداخل لإعادة الاعتبار إليها.