تميزت الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم التربوي ، المنعقدة من 11 الى 13 ماي 2012 بفضاءلت المركب الثقافي البلدي ” الحرية “ والمركز الجهوي للتكوين المستمر ” مولاي سليمان “ ، باحترامها للبرنامج المسطر وتنفيذه بحذافيره ، كما تميزت أيضا باضافات نوعية على مستوى التنظيم وتأثيث خشبة الافتتاح والاختتام سينوغرافيا بقطع ديكورجميلة تنم عن عبقرية الصانع التقليدي الفاسي . وهذا يحسب للادارة المشرفة على هذه التظاهرة الرائدة في مجال تخصصها ويعد بدورات قادمة ستحمل الكثير من التجديدات والاضافات . الا أن ما أثار انتباهي هو الاستثناء الجميل الذي تمثل في تكريم الأستاذ محمد ولد دادة ، مدير أكاديمية جهة فاس بولمان للتربية والتكوين ورئيس المهرجان ، وهو على مشارف التقاعد الوظيفي ، اعترافا بتسهيله لمهمة المنظمين لهذه الدورة ودورات سابقة وتقديرا لنضاله داخل حركة الأندية السينمائية بالمغرب ، خصوصا في اطار نادي الفن السابع بسطات الذي ساهم في تأسيسه الى جانب فعاليات وازنة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر محمد معتصم ، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وحسن بنجلون ، المخرج السينمائي والتلفزيوني المعروف ، السطاتي المولد والنشأة والفاسي الجذور ، والشاعر والمسرحي الراحل مؤخرا سعيد سمعلي ، و الناقد السينمائي والكاتب العام السابق للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب الصديق ضمير اليقوتي ، رئيس جمعية الفن السابع حاليا ومدير المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات وغيرهم . وبالاضافة الى هذا الاستثناء الجميل تمت اضافة ورشة تكوينية ثالثة خاصة بالمونطاج ، أطرها المبدع الفرنسي الشاب المتعدد الاختصاصات جوليان دارسين ، لتنضاف الى الورشتين المسطرتين في البرنامج العام حول الاخراج ، من تأطير المخرج عبد الاله زيرات ، والسيناريو ، من تأطير السيناريست عبد القادر المنصور. لكن النشاز تمثل في استثناء المدير الفني السابق للمهرجان من التكريم ، الشاعر والناقد الأدبي والفني والأستاذ الباحث الدكتورعبد السلام المساوي ، الذي لولا اقتناعه بجدوى هذه التظاهرة التربوية الفنية وتوسطه لدى المدير السابق للأكاديمية الدكتور أمزيل لما تبنتها أكاديمية فاس ووفرت لها بعض شروط النجاح والتألق والاستمرارية . فهل فكرت الادارة الحالية للمهرجان في شكره وتكريمه وعدم التفريط فيه وفي خدماته ؟ وهل حاولت وفشلت في ذلك ؟ ان ثقافة الاعتراف التي يحاول ترسيخها مهرجان فاس الوطني للفيلم التربوي ينبغي أن تتجاوز الحسابات الضيقة ، والا سيتقلص المتعاطفون مع هذا المهرجان سنة بعد أخرى وسيتناقص عدد المتتبعين لأنشطته ، كما لوحظ ذلك في دورة 2012 التى غاب عنها الصديق عبد السلام المساوي ، الذي كان حضوره واشرافه على الجانب الفني والثقافي في كل الدورات التي ارتبط فيها المهرجان بأكاديمية فاس كفيلا لوحده باستقطاب مثقفي المدينة ورجال ونساء تعليمها وتلاميذ مؤسساتها التعليمية وأطرها الجمعوية وغيرها نظرا لسمعته الطيبة في أوساط المثقفين والأسرة التعليمية والجمعوية عموما . نتمنى أن يعاد الاعتبار لهذا الرجل المرهف الاحساس ،الودود واللبق في تعامله مع الناس ، الفنان في أعماقه والمحب للجمال وذلك لأن التفريط فيه وفي أمثاله قد يصيب مهرجان فاس الوطني للفيلم التربوي ، في يوم من الأيام ، بالسكتة القلبية لا قدر الله . ذلك ما لا نتمناه وننتظر أن يصحح هذا الوضع غير السوي .