صباح اليوم وانا في طريقي الى محطة القطار المدينة بالرباط رفقة زميل لي اذا بجمع هائل من الناس اختلط فيه رجال الامن والوقاية المدنية والمارة، التف الكل حول القاطرة الثانية لحافلة الترامواي، ركنا السيارة في اقرب موقف وجدناه وترجلنا بسرعة لننظمّ بدورنا الى الجمع المتجمهر قصد معرفة ما حدث، المنظر كان صاعقا ومروعا جثة امراة في الخمسين من عمرها ممددة تحت قاطرة الترامواي، اجابني شاب في مقتبل العمر حين سألته عما حدث ان المرأة ارادت ان تعبر الى الجانب الاخر من الممر الخاص بالترامواي ولم تستطع ان تنتظر الى ان تمر الحافلة حين توقفت بل حاولت ان تعبر بين القاطرتين وبما ان السيدة ليست باللياقة الكافية والمطلوبة لم تنتظر الحافلة السيدة ودهستها القاطرة الثانية ودكت اشلاءها بالسكة الحديدية ، اي غباء هذا؟؟ لم تستطع السيدة المسنة ان تنتظر خمس دقائق فانتظرت قرابة نصف ساعة لكي ينتشلها رجال الوقاية المدنية من تحت القاطرة جثة هامدة ويحرقوا ما بقي ملتصقا بالارض من اعضائها. والغريب في الامر ان المرحومة لم تجد من المارة ورجال الامن او المنتظرين للحافلة رغم كثرتهم احدا لكي ينبهها ويخبرها بمخاطر فعلتها فحصل ما حصل . في الجهة الامامية لباب المحطة ضجيج ابواق صفّ طويل جدا من سيارات لا يحتمل وتجمهر امام اشارة المرور، تقدمت بضع خطوات من الجمع الهائج رجل ببذلة انيقة بعد ان ترجل من سيارة من نوع داسيا ذات ترقيم حكومي يصرخ ويسب ويشتم الشاب ذو البذلة الرياضية والممتطي لسيارة من نوع مرسيدس، حين عاد الرجل الى سيارته بعد هيجانه نزل الشاب بهدوء وتعنت وطلب منه الاعتذار عما قاله والا فلن يتحرك من مكانه، لكن الرجل في السيارة الحكومية امتنع وحلف كل الايمان الا يعتذر للشاب. تفاصيل الواقعة حسب شهود عيان ان الشاب امام الاشارة الحمراء المفاجئة رجع الى الوراء قليلا فصدم السيارة الحكومية بشكل لا يدعو للقلق ولا للتوتر لم تكن هناك خدوش ولا اي شيء، لكن حضر الصراخ والسب والشتم، في غياب تام لرجال الامن ربما لانشغالهم بالحادثة المميتة للترامواي ازداد الصف طولا وارتفعت ابواق السيارات واحدث بلبلة وفوضى في حركة السير . اي غباء هذا ؟؟؟؟؟ امرأة تقطع الطريق بين قاطرتي الترامواي فتلقى حتفها وعرقلة سير لساعة من الزمن والمسالة كلها متعلقة بجملة واحدة ” عذرا لقد اخطأت ” .