تطوان، 26-27- 28 أبريل 2012 تنظم سلسلة المعرفة للجميع بدعم من وزارة التربية الوطنية مديرية التربية الغير النظامية وبشراكة مع الإتحاد الوطني لنساء المغرب فرع تطوان المناظرة المتوسطية الثانية حول الطفولة بإدارة من الدكتور محمد الدريج الفاعل الجمعوي والخبير في علوم التربية تحت شعار الأطفال خارج منظومة التعليم تحديات ورهانات الإدماج بمشاركة خبراء دوليين ووطنيين في مجال الطفولة الهجرة والتربية . محمد الطبيب * لا أحد يجادل الجهود المبذولة لتسريع وتيرة إصلاح وتطويرالتعليم في البلدان المتوسطية وفتح أوراش كبيرة في هذا القطاع وعموما في مجال التربية والتكوين . لكن وعلى الرغم من تلك الجهود ،فإن الآثار النوعية لكل الإنجازات لم تلمس لحد الآن في العديد من الفضاءات التعليمية ، بسبب عدم تمكن المنظومات التربوية من تجاوز اختلالاتها البنيوية ،لاسيما بالنظر إلى استمرار النسب المرتفعة للهدر المدرسي وضعف جودة التعلمات. فظلت نسبة انقطاع الأطفال عن الدراسة وبالتالي نسبة من يوجد منهم خارج منظومة التعليم، عالية جدا في الدول المتوسطية و الجنوبية منها على وجه الخصوص، ففي المغرب على سبيل المثال ، يغادر آلاف الأطفال المدرسة سنويا ، قبل إتمامهم المرحلة التي انخرطوا فيها،حيث تتراكم أعدادهم سنة بعد أخرى. كما تظل العديد من الخدمات التربوية متدنية، ونتائجها بعيدة عن أن تخدم الحاجيات الأساسية للمتعلمين، وبعيدة بالتالي عن الاستجابة لمتطلبات المجتمع وسوق الشغل. ويعبر التقرير الأخير الصادر عن اليونيسيف عن الانشغال العميق لهذه المنظمة الدولية بمشكل الهدر المدرسي ، الذي يمس قرابة 350 ألف تلميذ مغربي الذين يغادرون سنويا مقاعد الدراسة. ولعل من أهم نتائج الهدر المدرسي و الضعف الملاحظ على مستوى بنيات استقبال وإدماج المغادرين للمنظومة التعليمية...فضلا عن آثاره الاقتصادية ،ما تعانيه المجتمعات المتوسطية من مشكلات تعكر صفو الطفولة وتجعلها في وضعية الهشاشة، من أبرزها عدم احترام حقوق الأطفال الأساسية وتشغيلهم و سقوطهم في براثين الأمية وربما التشرد وحياة الشوارع و الهجرة السرية والاستغلال بمختلف أشكاله... و التي يمكن أن تصيب شريحة كبيرة من الأطفال سواء في بلدانهم جنوب المتوسط أو في شماله،مشكلات باتت تسجل معدلات متزايدة ومقلقة في العقود الأخيرة . في هذا الإطار يندرج تنظيم المناظرة المتوسطية حول الطفولة في دورتها الثانية،بدعم و مشاركة العديد من الهيآت الحكومية المختصة والمؤسسات الجامعية وفعاليات المجتمع المدني والمنظمات الدولية وكاستجابة لتوصيات العديد من الملتقيات المحلية و الإقليمية والدولية ومن ضمنها المناظرة المتوسطية في دورتها الأولى، التي نظمناها بتعاون كامل مع وزارة التربية الوطنية ، بمدينة طنجة حول “الأطفال في وضعية صعبة وأطفال الهجرة السرية”، في أكتوبر من سنة 2010. لغاية تعميق النقاش حول مختلف الجوانب التي أثيرت في أشغالها والعمل على الاستمرار في تشجيع تقاسم التجارب بين خبراء دول البحر الأبيض المتوسط حول ظواهر الأطفال في وضعية صعبة و إيجاد الآليات المناسبة للحد منها. كما تستهدف دعم وتوجيه الجهود التي تبذلها مختلف الأطراف المعنية بشؤون الأطفال للعمل على تأهيل وإدماج المتواجدين منهم خارج منظومة التعليم والنظر في إمكانيات التعاون والشراكة على تحقيق ما أوصت به مناظرة طنجة وخاصة : 1- تطوير سبل التعاون والشراكة على دعم وتوفير مؤسسات الرعاية الاجتماعية بمعايير عالية الجودة، وتأهيل العاملين بها على مبادئ الدعم النفسي والاجتماعي لتكفل أفضل بالأطفال خارج منظومة التعليم . 2- إحداث منتدى مشترك للحوار حول وضعية الأطفال القاصرين المهاجرين من دول جنوب المتوسط إلى شماله وتوفير الحماية القانونية للأطفال المهملين أو القاصرين المهاجرين غير المرافقين. 3- .إنشاء مرصد متوسطي يعمل على رصد وتتبع مختلف أشكال الصعوبات التي يواجهها أطفال الدول المتوسطية ويسهر على تبادل الخبرات والتجارب والزيارات وعقد اتفاقات الشراكة والتعاون في مختلف برامج التأهيل وإعادة الإدماج. *عضو اللجنة التنظيمية