صدر بتاريخ 29.2.2012بيان عن المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي فرع سايس بفاس استعرض فيه نتائج الحوار بصدد الملف المطلبي على اثر اللقاء الذي تم مع السيد عميد الكلية. وبعد قراءة متأنية للبيان المذكور تستوقف القارئ فقرة دالة عنونها المكتب( بالجانب البيداغوجي للمسالك الجديدة خاصة) يتبين عند قراءتها وكأن اللقاء تم تصريفه لتصفية الحساب مع علم الاجتماع كنقطة مطلبية وبالتالي صياغة البيان لتمرير موقف سلبي اتجاه المسالك الثلاث:علوم الإعلام والتواصل والامازيغية و خاصة علم الاجتماع.. وفيما يلي الفقرة المشار إليها أعلاه:(بالنظر لعدد الأساتذة المؤطرين بهذه المسالك، والعدد المهم للمسجلين بها،وانعكاس ذلك علىجودة التكوين وسمعة المؤسسة، وبعد مناقشة كل الحيثيات، واستعراض حالات مسالك الامازيغية، وعلوم الإعلام والتواصل، وعلم الاجتماع بالخصوص، قال السيد العميد: أن هذه المسالك تحتاج إلى تقوية سواء من خلال توظيف اطر جديدة، او من خلال المصاحبة البيداغوجية،حيث يقوم بعض الطلبة الذين يهيئون أطروحاتهم بانجاز أعمال تطبيقية وبعض الدروس تحت إشراف الأساتذة .إلا انه إذا تبين بان أن هذه التدخلات لم تؤت أكلها واقترح المنسق إغلاق المسلك.....). من خلال هذه الفقرة أود الإدلاء بالتعليق التالي: ففيما يتعلق بجودة التكوين ليكن في علم المكتب النقابي بان هذه المسالك حديثة النشأة وخصوصا علم الاجتماع الذي يستهدفه المكتب النقابي بهجوم وتحامل غريبين، ذلك أن الصورة التي يمررها المكتب النقابي عن مسلك علم الاجتماع تتسم بالقتامة حتى أن الرأي العام اخذ يتساءل عن حالة المسلك وماذا يقع فيه ولكن الواقع الذي يجهله المكتب المذكور هو أن هذا المسلك الذي عمل الأستاذ إبراهيم أقديم عميد الكلية على تأسيسه مشكورا يتولى فيه التدريس أساتذة ذوي كفاءة مشهود لهم بها لا يمكن لهذا المكتب أن ينتزعها منهم. فمنهم أساتذة في الكلية وأساتذة أكفاء من كلية ظهر المهراز وأساتذة آخرون من داخل الكلية يدرسون المعلوميات والديموغرافيا...وغيرها. وهم يساهمون في دعم المسلك والنهوض به ريثما تنضاف اطر جديدة في الموسم الجامعي الحالي ولهم الشكر والتقدير على ذلك. وبالتالي ،فما يتضح هو أن إقحام المكتب للجانب البيداغوجي في عمل المسلك ينم في الواقع عن استعلاء مجاني وعن ادعاء معرفي مزعوم وكأننا أمام فضاء اوكسفورد. وهكذا عوض الاتجاه نحو دعم مسلك علم الاجتماع إسوة بالمسالك الأخرى نجد المكتب النقابي يطمح إلى إغلاق المسلك ويعتمد إستراتيجية النسف لا البناء ولسنا ندري ما مصلحته في ذلك هل الأمر يتعلق بخلفية إيديولوجية أم بحسابات ذاتية؟ ثم علام اعتمد للنيل من أساتذة المسلك؟ أين هي الوثائق المعتمدة في هذه الأحكام الجاهزة؟ ثم إذا كان المراد هو جودة التكوين المزعومة فلماذا لم يدافع المكتب عن ضرورة دعم المسلك بتعيين أساتذة جدد؟ ولماذا لم يتصل بأساتذة المسلك قصد الحصول على المعطيات الدقيقة وكأنه لم يقم إلا بالتطاول على الأساتذة وممارسة الوصاية عليهم؟. أما ما يتعلق بحديث السمعة السيئ الذكر الذي أقحمه البيان فالعكس هو الحاصل ذلك أن الأساتذة يشعرون بامتهان كرامتهم وسمعتهم، وأتحدى المكتب المذكور أن يتوفر ولو على تقرير واحد من أي جهة كانت وهو الذي نصب نفسه هيأة مختصة في التقويم. بل إن سيرورة مسلك علم الاجتماع ومنذ تأسيسه تشهد على انه من أهم المسالك في الكلية وهو الذي ضخ دما جديدا فيها إلى جانب مسلكي علوم الإعلام والتواصل والامازيغية وذلك عملا على الربط بين التعليم العالي والتنمية والانفتاح على علوم الوسائط ودراسة التعدد الثقافي المغربي. محمد فاوبار: أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب سايس،فاس، المغرب.