تشارك مجموعة رحوم البقالي، للفن الصوفي والحضرة الشفشاونية في الدورة السادسة لمهرجان ليالي رمضان بأبوظبي، وذلك يومي 18 و 19 آب (أغسطس) 2011. ويذكر أن هذه التظاهرة الثقافية والفنية يسهر على تنظيمها نادي تراث الامارات، الذي وجه الدعوة إلى مجموعة رحوم البقالي. وستحيي خلاله هذه المجموعة، حفلا فنيا كبيرا، سيحتضنه مسرح أبوظبي، هذا المسرح الذي سيشرق بنفحات ربانية، وإشراقات من فن الحضرة والفن الصوفي، الذي يتغنى بالحب الإلهي، ومدح الرسول الكريم. وتجدر الإشارة أن مسرح أبو ظبي يعد واحداً من أحدث المسارح التي تم تشيدها في الإمارات العربية المتحدة، وهو يقع في منطقة كاسر الأمواج بأبوظبي، حيث يجاور اثنين من أهم معالم المدينة هما: سارية العلم العملاقة، والقرية التراثية. وحسب المنظمين لمهرجان ليالي رمضان بأبوظبي فإنه ينتظر أن يحضره جمهور بكثافة. ويشار أن مجموعة رحوم البقالي، للفن الصوفي والحضرة الشفشاونية المتخصصة في التراث الغنائي، والمكونة من العنصر النسوي، أهم مايميز عناصرها، ارتداء الزي التقليدي لمنطقة شفشاون، والاعتماد على إيقاعات آلات “البندير” و”التعريجة” و”الدربوكة” و”الطبل” إلى جانب رفعهن للأعلام، وتجسيد طقوس الحضرة بجميع أشكالها وصفاتها، إذ نرى نصف المجموعة ينتظمن في صف وهن واقفات، يؤدين من حين إلى آخر رقصات اهتزازية بالكتف، وبعدها يقمن بتعبير آخر عبر انحناءات أو يصفقن. أما الأخريات الجالسات فإنهن يفترشن الأرض ويستندن على وسائد، ويضربن على آلات الإيقاع، وهن ينشدن في تناغم جماعي مع الكلمات والألحان أو تقدم إحداهن موالا فرديا، ليتحول المشهد كله إلى لوحة تعبر بشكل هارموني عن هذه الطقوس الصوفية التراثية المغربية. هذا يذكر أن الفنانة رحوم البقالي صارت تلقب الآن، في الأوساط الفنية والثقافية المغربية بسفيرة الفن الصوفي والحضرة الشفشاونية، نظرا للمشاركات المتميزة والمهرجانات العربية والدولية الكبرى، التي شاركت فيها وتركت خلالها انطباعا مشرفا وصار لها جمهور يتتبع أعمالها الغنائية التي تعرض هنا وهناك. وعلى صعيد آخر قالت الفنانة رحوم البقالي رئيسة المجموعة الغنائية: “إن مشاركتهن في مهرجان ليالي رمضان بأبوظبي في دورته السادسة سيقدمن خلال أهم فقراته وصلات في المديح النبوي، التي تمتح من صميم تراث مغربي أصيل، وتحديدا بمنطقة شفشاون (شمال المغرب) التي تتميز بألوان وأشكال متعددة، من الفنون التراثية ذات الأصول الأندلسية، والتي ساهمت فيها الزوايا الصوفية وعلى رأسها الزاوية البقالية على المحافظة عليه، ثم عبر نشر هذا الفن الصوفي، من خلال مناسبات دينية، كانت تقام فيها جلسات الذكر وترديد القصائد الصوفية التي تعود لكبار شيوخ التصوف، الذين عاشوا في المنطقة، وأسبغوا على منطقتهم صفة القداسة والروحانية. سيما أن منطقتنا تقول رحوم البقالي: هي مسقط رأس الشيخ الصوفي الكبير أبو الحسن الشاذلي، كما هي مجاورة لمقام الشيخ الرباني مولاي عبدالسلام بن مشيش. ومن جهة أخرى أوضحت الفنانة رحوم البقالي: أن عضوات الفرقة سيحرصن خلال مهرجان ليالي رمضان بأبوظبي على تمثيل المغرب أحسن تمثيل، والمرأة المغربية بصفة خاصة. وتؤكد في ذات السياق أن مجموعتها الغنائية التي تتكون من أزيد من 17 شابة حرصت شخصيا على تكوينهن وتدريسهن فن الحضرة، ومن هنا تحاول الارتقاء بفن الحضرة، والفن الصوفي من خلال مدرسة نموذجية وفريدة من نوعها بالمغرب. ومن جانب آخر أوضحت أن أهم مشاركة لها هذه السنة والتي أثرت فيها كثيرا، يتمثل في مشاركتها في المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية، الذي احتضنته جاكرتا عاصمة أندونيسيا، والذي نظم مابين ما بين 17 و21 تموز(يوليو) المنصرم، بدعوة من وزارة الثقافة المغربية وسفارة إندونيسيا، وأحيت خلاله حفلا فنيا كبيرا عرف نجاحا قياسيا، إذ استمتع جمهور جاكرتا الذواق، وكذا الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد الشقيق للفن الصوفي والحضرة، واعتبرت إحياءها لحفل فني بجاكرتا هو بمثابة عبورها إلى سفر روحي، لتقديم ونشر رسالة المحبة والأخوة بين الشعوب، كما اكتشفت خلال هذا المهرجان جاكرتا البلد الاسلامي، الغني بالفنون والثقافات المتنوعة، التي تمتاز بقيم أخلاقية واجتماعية، ضاربة جذورها في تاريخ متجدر وعميق، وحافل بثوابت فنية، تقدر الخلق والإبداع وتسمو به في إشراقات روحية ربانية.