تُنظم الجمعية التازية لفني السماع والأمداح النبوية بتنسيق مع عمالة إقليمتازة وبتعاون مع جماعة تازة والمجلس الإقليميلتازة الدورة الثانية ل "موسم تقطير الزهر" تحت شعار "التراث اللامادي بين الأصالة وتحديات العصر" وذلك يومي 14 و15 ماي 2016.
العطر أناقة : من الأناقة؛ ومن الحضارة أن يتعطر المرء، فتمنحه الرائحة الزكية مُهلة للتفكير تصحبها شحنات عاطفية ومعبرة عن الذات.. والذوق الرفيع.. كلاما ولباسا ومعاملة.
فالرائحة المكثفة الطيبة العطرة، وإن كانت ثمينة، فإنها تحدد شخصية الفرد ومكانته في المجتمع.
دار السماع تفوح أريجاً : داخل المشور الرشيدي وسط تازة العليا حيث توجد دار السماع وقد تحولت بحلول فصل الربيع إلى رياض عاطر ذكرا وزهرا، يفوح منها أريج الزهر فينتشر الطيب في المكان ويعم المدينة بكاملها.. وأنت بتازة حيث توجد أشجار الرنج وسط بعض الدور والرياضات والجنينات والبساتين وأرصفة بعض الشوارع، تشم رائحة الزهر نهارا ورائحة مسك الليل ليلا . العمل الجمعوي بدار السماع بتازة جلب قطب الإنتاج المحلي الذي يرتكز على وحدة تحويلية، تتركب من الأواني النحاسية أو الآليات المركبة للتقطير التقليدي.. مصنع تقطير الزهر.. البرمة، الكسكاس، الرأس.. تسخين الماء على نار هادئة، يصعد البخار إلى القبة، وروح الزهر ينساب من أنبوب، لينزل قطرات صافيات تتجمع في زجاجات الحفظ . مع حلول فصل الربيع تكتسي أشجار الرنج لون أبيض بظهور نبتة الزهر عليها، فتفوح رائحتها بالمنازل والشوارع، وانفتاحها في شجرتها يكون إعلانا عن بدء عملية الجني وانطلاق موسم التقطير. إذا كانت قلعة مكونة تحتفل بالورد، فإن تازة تحتفل بالزهر. وفي هذا الصدد أرى وجوب تحسين إنتاج زهر تازة.. على اعتبار أنه أحسن زهر عطري في المغرب. ومجمل القول فإن دار السماع بتازة.. أكيد أنها أصبحت تشع بعطرها ونورها وسماعها وذكرها وثقافتها، وحفاظها على التراث اللامادي لتوافق ما بين الأصالة وتحديات العصر.