م.جنياح * لمادا الأغنية المسماة شبابية أصبحت نسخة ممسوخة أو حتى مبتدلة، "اعْطِينِي صَاكِي بَاشْ نْمَاكِي" لزينة الداودية نمودجا. لا يختلف اثنان في كون الأغنية المغربية قد أصبحت بأقصى أنواع الخيبة والحسرة والتدمر على ما آلت اليه في السنوات الأخيرة، من تفاهة وسطحية مفرطة وتقليد أعمى في حُلّة البهدلة والتدني، مستغلين الفراغ الذي تركه الرواد العباقرة الأولون زمن المجد والتوهج في الاغنية العصرية أمثال : عبد النبي الجيراري، عبد القادر الراشدي، عبد السلام عامر، محمد الحياني، اسماعيل احمد، ابراهيم العلمي، الغرباوي ،المعطي بالقاسم، فويتح،عبد الوهاب الدكالي ، عبد الهادي بالخياط،بهيجة ادريس، نعيمة سميح غيثة بن عبد السلام، واخرون، وفي الاغنية الشعبية:امثال الحسين سلاوي، البيضاوي، بوزوبع، الحمداوية، الدعباجي، التولالي، ناس الغيوان، لمشاهب، جيلالة ،ارويشة، شريفة تاماوايت واخرون، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، هؤلاء العباقرة تركوا اغاني خالدات وطنيا وعربيا اغاني لاتخلو من شعر ورومانسية وبلاغة وعمق وامتاع ، باحترام وتقدير للمتلقي، ومع تقلبات الزمان وعولمته البئيسة وانتشار التكنولوجيا ،ها نحن نصل في السنوات الاخيرة الى زمن الصخب والميوعة والمسخ اللغوي وبهدلة الدارجة المغربية واغتيال الرومانسية بكلام مبتدل اجوف لا يمت بصلة الى هويتنا وثقافتنا المغربية، كلام منحط وساقط "لاراس ولا ساس" له مع عنف موسيقي وزعيق اصوات تشمئز منها الابدان ويخجل منها كل مغربي اصيل يغار على هويته الضاربة جدورها في اعماق التاريخ ، امثال عْطِينِي صَاكِي بَاشْ نْمَاكِي" ، بَتْنَا قَصَّارِينْ عْلَى ضَوْ كَامْيُو" ،" دْفَعْ الكَرُوسَة وْ سَلَّمْ عْلَى عَمَّكْ "،واللائحة قد تطول بالامثلة المتشابهة ، هدا النوع من الخرب عفوا من الطرب اصبح يؤثث سهراتنا المتلفزة دون مراعات شعور الناس وثقافتهم ، ادن لمادا فقد الطرب حلاوته شعرا ولحنا واداءا وتحول الى فن هجين.