تعرضت يوم الخميس 14 يناير 2010 في تمام الساعة الخامسة صباحا وكالة بنكية تابعة لمجموعة البنك المغربي للتجارة والصناعة بمدينة العروي ، لمحاولة سرقة مخطط لها مسبقاً من طرف شخصين..أحدهما يبلغ من العمر 18 سنة، كان مدفوعا من طرف متهم ثاني ذي الاربعين سنة. عملية السرقة كما سبق ذكرها تمت بعد صلاة الفجر،إذ عمد السارق الرئيسي على محاولة تكسير الزجاج الأمامي للوكالة الموجودة على امتداد شارع الحسن الثاني بالعروي ظنا منه أن الوكالة البنكية تحتوي على سيولة مالية يسهل الحصول عليها بمجرد الدخول الفوري لقلب الوكالة . وقد حال تواجد دورية أمنية مكونة من عناصر المداومة الليلية بمفوضية العروي تنبهت إلى جهاز الإنذار المنبعث من واجهة الوكالة البنكية ليتم الانتقال بسرعة نحو الوكالة المعنية بالأمر بعد ولوج السارق إلى الوكالة عن طريق فجوة صغيرة قام بإحداثها بعد تكسير زجاج الوكالة الذي كان بمثابة الخيار الثاني و قام بتهشيم الجهاز الإلكتروني الخاص بسحب النقود من طرف زبناء الوكالة ضننا منه أن بحوزته ما قد يصبوا إليه . وقد أشار مصدر أمني من مفوضية العروي أن رجال الشرطة تحسسوا وجود شخص مشبوه بداخل الوكالة رغم الظلام الدامس الذي كان يكسوا المكان مع العلم أن الأضواء الداخلية للوكالات البنكية يحتفظ بها مشتعلة ما أثار استغراب رجال الأمن الذين طالبوا المتهم بالخروج من قلب الوكالة عبر الفتحة التي أحدثها في زجاج الوكالة البنكية بعدما تعذر دخول العناصر الأمنية إلى قلب الوكالة بحكم وجود بابها الرئيسي مسدودا في انتظار حضور مدير المباشر للوكالة الذي بقي هاتفه مغلقا ليبقى المتهم عالقا بداخل الوكالة ورفضه الخروج خوفا من الاعتقال، إلى أن الحضور الشخصي لرئيس مفوضية أمن بلدية العروي السيد "العميد رشيد بيوض" سيضع حدا للانتظار الطويل لرجال الأمن بعد محادثات ثنائية بين العميد والمتهم الرئيسي الموجود داخل الوكالة بإقناعه بضرورة الخروج وتسليمه نفسه ،ليتم إخراج واعتقال المتهم وهو شاب يبلغ من العمر ثمانية عشر سنة عاطل عن العمل يقطن بحي براقة رفقة عائلته بمدينة العروي وتم نقله وسط إجراءات أمنية صوب مقر المفوضية الأمنية ليقوم بالاعتراف المباشر عن شريكه الثاني الذي كان بصحبته في العملية المنفذة ضد وكالة بنكية تحث جنح الظلام ويتعلق الأمر بشخص يبلغ من العمر 43 سنة يشتغل حمالا بسوق الجملة التابع لبلدية العروي و ينحدر من غرب المغرب وبالذات من "قلعة السراغنة" الذي ألقي عليه القبض بعد اعتراف الضنين الأول وإرشاد العناصر الأمنية عن مكانه الرئيسي حيث وجد بداخل أحد البيوت التي يكتريها رفقة أشخاص آخرين بشارع طنجة وهو يهب لنوم بعد استشعاره حضور رجال الأمن خلال عملية السرقة ليفر صوب وجهة مجهولة تاركا شريكه عالقا وسط الوكالة البنكية ضننا منه أن شريكه سيتمكن من الفرار بعد رحيل العناصر الأمنية حسب تعبير رواية المعتقل الثاني في القضية. هذا وتم إحالة المتهمين الرئيسين في القضية من طرف مفوضية أمن العروي بعد إنجاز محضر في النازلة ومعاينة الأضرار الناجمة عن تكسير زجاج وكالة بنكية على عناصر الضابطة القضائية بالناظور من أجل تكثيف البحث معهما حول دوافع السرقة وما إذا كان ورائهما متهمين الآخرين. وتعتبر عملية السرقة الليلة التي طالت وكالة بنكية بمدينة العروي هي الأولى من نوعها بالإقليم كون عمليات السرقة تحدث نهارا خلال فترة تداول العملات النقدية وسط الوكالات، مما يدل عن الجهل المسبق للمتهم الرئيسي وشريكه بعد اختراقهما لوكالة البنكية بدون عثورهما على شيء إذ تعمد الوكالات البنكية على تخزين السيولة المالية المتحصل عليها بخزائن فولاذية يصعب اختراقها، كما تسجل عملية التدخل السريع لاعتقال المشتبه فيه لصالح عناصر الأمنية المداومة خلال فترة الليل بمفوضية العروي مما يدل على أن العميد الممتاز رشيد بيوض الذي عوض مكان الرئيس الأمني السابق المقال "محمد الطاتي" ، ينهج إستراتجية أمنية تهدف إلى نشر دوريات أمنية بكثافة خلال فترة الليل عكس النهار وهي نفس الإستراتجية التي كان يطبقها العميد المركزي بدائرته الأمنية السابقة في الناظور.