بعد شهور من الخمول والاختمار مع شيء من السلبية لأسباب عدة ،هاأنا اليوم أنفض الغبار وأنتفض ضد الكسل والتهاون...عكس الجو الربيعي الجميل أجد نفسي مضطرا للكتابة هذه المرة في موضوع يشغل بالي منذ مدة طويلة، موضوع :الزبل والأزبال والمزابل. الزبل في هذا الوطن العزيز،يتفادى الكثير الخوض فيه ،ويستحيي البعض التطرق إليه،ولكنني أجدني عاشقا للكتابة في هذا الموضوع لأسباب عدة يكفي أنه جد غني بالأفكار والرموز والدلالات والإيحاءات الظاهرة والخفية إلى جانب خطورته في حياتنا المعاشة...
فعندما نتحدث عن الزبل خصوصا المغربي غالبا ما تنفر نفوسنا منه ،ونغلق أنوفنا من خطورة روائحه،وتقشعر أبداننا من شكله وتدور عيوننا حول نفسها...وكأننا نتحدث عن موضوع يعتبر من الممنوعات الخطيرة التي تمس الأمن القومي،أو أنه لا فائدة ترجى من التطرق إليه...مع أن الزبل والمزابل فيها وفيها ،وأن الزبل بدون "حاشاكم" ملتصق بنا في كل شيء ولا ندري،في الملبس والمسكن والمأكل، نتعايش معه في كل لحظة ،ننتجه في كل دقيقة نلمسه نحمله نحب بعضه ، نكره البعض الآخر،نخرج بعضه من بطوننا بشكل مستمر دون أي تأخير أو تأجيل ،ونحك بعضه عند كل حمام،ونرمي منه ملايين الأكياس من مطابخنا كل ليلة...وآلاف الأطنان من الأزبال تجمع هنا وهناك،هذا دون الحديث نفايات عن مختلفة نفايات كبريات المصانيع والمختبرات.
إذن هل نغطي الشمس بالغربال ونتجاهل أهمية وخطورة الزبل في حياتنا؟خصوصا وأننا لم نعد أمام زبل عادي ينفع أكثر ما يضر،اليوم نحن أمام كارثة تزداد خطورة يوما بعد يوم على الإنسان والحيوان والطبيعة .. وبكلمة واحدة تهدد استمرار الحياة على كوكب الأرض،وعليه وجب الإهتمام حقا بموضوع الزبل والمزابل وإحداث وزارة البيئة والأزبال، حان الوقت للحديث عن غياب سياسة حكومية زبلية لأن موضوع البيئة أصبح مطية سياسية إنتخابية موسمية سرعان ما تصبح في خبر كان، وأصبح موضوع البيئة لا يستهوي إلا القيل من المتخصصين،وحتى لا نساهم في هذه الجريمة التاريخية التي ستعود بالدمار علينا وعلى الأجيال القادمة،وجب التنبيه لخطورة هذه القنبلة الموقوتة التي تهدد الحياة الطبيعية بكاملها.
هنا سنلتقي عبر حلقات في فصول أحكام الزبل والمزابل محليا ووطنيا وحتى دوليا حتى نستفيد ونفيد خصوصا وأن إنتاجنا الزبلي مهم جدا،ودون أي إثارة مجانية أو مزايدات سياسوية..لأن القصد هو بعث رسائل بالواضح وبالمرموز لكل من يهمه الأمر.. ولا بأس في تبادل الأفكار والمقترحات في جو من الإحترام، خصوصا وأن مستوى الخطورة الزبلية وصل إلى مستوى لا يمكن السكوت عنه ،والروائح الكريهة أزكمت الأنوف وخنقت النفوس والصدور بعدما اختلطت علينا كل الأزبال، مع أن الزبل المغربي فيه وفيه ...الدعوة عامة.