تازة تبكي شبابها، تتألم لأطفالها ، فقرائها يبحثون عن لقمه العيش ، لا احد في الوطن يعرف ظروفها و لا يسأل عنها، يتيمة هي و فلذات كبدها تمر عليها الأعياد مرور الكرام، قد يمر عليها اليوم الذي لا تجد فيه ما يسد رمقها هي و من سكنها ، و لا من يدري بحالها، و ما أن ارتبطت بأحد الأشخاص ليعينها على مر الزمان، فاغتصبها وتحايل عليها نهبها طمس هويتها، دمر تاريخها، فنادت مستغيثة أبنائها، فلبوا ندائها، صرخوا بالحرية، صرخوا بالكرامة، صرخوا بالعدالة الاجتماعية ...... : حتى فتحت كل الأفواه، و كثر الوعاظ، فكان الحصار مصيرها وتركها بعد طلاقها تقطن غرفة خالية، آه من أناس لا يستفزهم نهب أموالها واغتصابها و يستفزهم شاب آلمه حالها فنادى في الأفق: كرامة، حرية، عدالة اجتماعية. ألا تسمع رنين ضحكة المسؤولين؟ ألا ترى إشراق ابتسامتهم؟ هل تازة بخير؟ ألا تحس بالألم؟ ألا ترى الناس يعيشون في الضجر؟ ألا تسمع رجفات صوت عائلة الشهيد نبيل الزوهري رحمه الله؟ ألا تسمع أنين أمهات المعتقلين؟ فإن سألت المسؤول سيقول لك أنا بخير والكل بخير.. لا تقل أني أكابر أو أعاند لا لست أخادع لم أكن يوما بحال أفضل: كيف ينام هؤلاء الذين يلعبون بمصير الناس، وروح الشهيد لا زالت عالقة؟ كيف ينامون وصراخ الأمهات على أبنائهم يسمعها الأحياء والأموات؟ عجبا لموت قلوبهم لموت ضمائرهم... لا نرجو منكم أي شيء ارحلوا عنا واتركونا قد سئمناكم ...