لعله السؤال الإشكالية التي يطرحها الشارع التازي، عقب لقاء عامل الإقليم بأعضاء المكتب المسير للجماعة الحضرية لتازة مؤخرًا، و الذي يؤكد بالملموس ما أثبته التاريخ السياسي كون جل التحولات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية بالمغرب يستحيل إدراجها ضمن منجزات الهيآت المنتخبة او الحزبية بل هي عبارة عن هبات مخزنية مُفرغة في قوالب جاهزة و قابلة للتسويق بين السياسي و رجل السلطة في إطار سيادة نوع من التراضي و التوافق المُنتقد، لكن كيف ذلك؟
قبل الإجابة، نشير أنه كان من المفترض على ديوان عامل إقليمتازة الخروج ببلاغ صحافي لاستعراض أهم ما اتفق حوله من جهة و لكي يضع حدا لتناسل الإشاعة و الإشاعة المضادة عما قيل و عن ما لم يقل من جهة أخرى، و ذلك لطبيعة اللقاء الذي تنتظره ساكنة مدينة كثيرة الآهات و البكاء على الأطلال و الأمجاد و التفريط في إضاعة المواعد مع التاريخ للانطلاقة الصحيحية، خاصة بعد أحداث "اللأربعاء الأسود" ل 4 يناير و فاتح فبراير 2012، لكن ربما اعتقد السيد العامل أن لا وجود للصحافة إلا من التابعة..!!!
نعود و العود احمد، إلى الاجتماع و النقط المثارة خلاله التي لم تخرج من المشاريع المُجمدة منذ سنين بتازة (المطرح العمومي، السوق الأسبوعي، المحطة الطرقية، المركب الثقافي، المحطة العادمة، المنظر الجميل، مشاريع المبادرة، ملف المعطلين...) و كشفت عن ضعف بعض المستشارين لحضرية تازة الذين تعودوا على العمل دائما تحت ظلال الاملاءات من جهة..؟ و عن ضعف "الرئيس" الحاضر بنفوذه الشخصي و رمزيته الغائبة بتازة!! كما طرحت إشكالية حول طبيعة المقررات التي يأخدها المجلس بالإجماع خلال الدوارات و يفتح فيها النقاش مع السلطة ليس من أجل التثمين بل لصرف النظر(؟) من جهة أخرى كشفت أن عامل الإقليم يعيش حالة من الفراغ في إنتاج الأفكار و البدائل و الحلول التي من شأنها أن تساهم في تدبير الشأن العام من المنظور المجتمعي، لما بعد أحداث الكوشة، وان اقتراحاته (المسجد كبير عوض السوق الأسبوعي المفترض ان يكون محطة طرقية) و تصوراته تنم عن إنتاج نفسه (استنساخ) في نسخة رديئة لما أنجزه و شيده سابقا بتاونات.
لكن، هل يدفعنا ذلك للتساؤل حول صحة إصابة عامل الإقليم بتكلس فكري، بالنظر لعدد المؤشرات الدالة على سكونية و جمود إنتاجيته للأفكار و مشدودية ذهنه إلى التقليد في فعله و اجازاته (بتاونات) دون مراعاة مطلبات التجديد المتوقعة منه منذ تنصيب في 22 ماي 2012 بتازة التي أصبحت على كل لسان المغاربة من طنجة إلى كويرة و العالم من الشرق إلى الغرب خلال 24 ساعة فقط بعد اندلاع أحداث الكوشة بتازة التي استلمها بمشاريع تنموية و اقتصادية تعرف مجموعة من الاختلالات و التعثرات، يمكننا التأكيد على ذلك.
بل الجزم بأن حصيلة الرجل (عامل الإقليم) خلال 115 يوما على هرم السلطة بتازة لا تزكي إلا اشتغاله وفق اسقطات مستنبطة من تاونات، من اختبائه وراء تفريخ اللجان هنا و هناك و التواري وراء المصالح و الأقسام، إلى تنظيم لقاء حول التلوث بمرج معاصر الزيتون في غير صالح في الزمان (6 يونيو؟) و آخر في السكن العشوائي مرورا باقتراح تشييد أكبر مسجد بتازة على أرض أنجزت بها دراسات لبناء محطة طرقية إلى محاولة الجعل من صندوق المبادرة عصا سحرية لحل الآفات و الظواهر الاجتماعية بالإقليم متناسيا أو ناسيا أن التوظيف غير صحي لمشاريع المبادرة قد يُفضي إلى اقتصاد الريع المُقنع !!!!
إن القول بأن "اللقاء كان مثمرا" بين العامل و مكتب المجلس البلدي بتازة ولو من باب الإطراء في نوع من المغالات، حيث أن الواقع الماثل أمامنا يفضي إلى استنتاج محوري هو غياب الانسجام و التصورات حول طرق و أدوات تصريف شؤون البلاد و العباد ما بعد أحداث الكوشة ما بين رجل الإدارة و رجل السياسية ( و الدليل اين هي اللجنة البرلمانية المشكلة في عهد الصبار)، كما ان اجتماع ل "هيكلة أزمة" مشاريع جديدة مشخصنة و مفرغة في قوالب مستهلكة بين موظف إداري و آخر سياسي بالاعتماد على مسيرين هم في أس الأزمة في حد ذاتها، و هنا نتساءل بمشروعية كيف يُمكن إعادة بناء تازة بمُخربيها؟؟؟
هيئة التحرير راجع: فتال يَخلف الصبار بعمالة تازة، و انتظارات ساكنتها كثيرة (+صور)