نظمت اللجنة المحلية لحزب النهج الديمقراطي والفرع المحلي للاشتراكي الموحد بتاهلة يوم أمس السبت 25 غشت الجاري ندوة سياسية حول موضوع "الوضع السياسي الراهن ومهام اليسار" و ذلك بحضور كل من نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد ومصطفى البراهمة الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي و عدد من الاطارات السياسية من المنطقة (صفرو، أوطاط الحاج، تاوريرت، جرسيف، تازة، فاس، المنزل، أهرمومو، غفساي والناضور).
وتحدث نبيلة منيب، أول امرأة على رأس حزب سياسي في تاريخ المغرب، في معرض مداخلتها عن السياق المغربي وربطه بالمتغيرات التي عرفها الدول من ثورات من أجل الديمقراطية التي كانت نتيجة حتميا للأزمة التي يعيشها العالم المتمثلة في الأزمة المالية التي أرخت بظلالها على دول العالم الثالث، حيث عرف العالم بعد الربيع الديمقراطي بروز قطبيات متعددة فرضها سقوط أنظمة.
وقالت منيب، أن هناك رجوعا للفكر التقدمي في الآونة الأخيرة حيث ظهرت حكومات تطالب بحماية المجالات الحساسة والخدمات العمومية من الخوصصة للحفاظ على الاستقرار على الأقل، مشيرة إلى أن اليسار في عز ثورات الشعوب لم يكن مستعدا للقيام بواجبه لعدم جاهزيته بسبب التشتت، وأنه اليوم مطالب بثورة فكرية لتحديث آلياته ومد جسور التواصل مع الفئات العريضة للتجذر في المجتمع، وهذا لن يتحقق إلا بالقيام بتقييم شامل لليسار المغربي ومحاولة لمّ شمله وتكوين جبهة موحدة، خاصة مع الظرفية الجديدة التي شهدها المغرب مع بروز حركة 20 فبراير التي اعتبر منيب أن شبابها التقطوا الإشارة في الوقت المناسب، وعبرت عن وجود وعي وفكر وتصور لدى الشباب المغربي.
وفي علاقة بحكومة بنكيران، أوضحت نبيلة منيب أن الحزب لا يحارب بنكيران لاعتبارها أنهم لا سلطة لهم وإنما هم "وكلاء" فقط حسب تعبيرها، وإنما يحاربون أسس النظام الذي يتمسك بكل شيء، ودعت في ختام كلمتها إلى توحيد صفوف اليسار وتغليب القواسم المشتركة بين التيارات على الخلافات الهامشية، من أجل تقييم شمولي من شأنه أن يساهم في معالجة التشتت الذي أصبح لصيقا باليسار.
فيما تطرق المصطفى البراهمة، الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي في مداخلته للسياق العالمي الجديد والعالم العربي ذو الأنظمة التي تعتمد الريع ولا تنتج، والمرتبطة اقتصاديا وسياسيا بالقطب المتحكم، وأوضح أن المغرب لا يزال في بؤرة التوتر وأن التبعية للقوى العالمية ما زالت قائمة بارتفاع المديونية الخارجية بشكل مهول في عهد حكومة بنكيران الذي اعتبرها أنها تكرس اقتصاد الريع الذي يزيد التبعية والخنوع للخارج.
وأشار أن السياق الذي نتج عن ثورات الشعوب وحركة 20 فبراير بالمغرب وصعود حكومة إسلامية اتّسم بغياب معارضة في المستوى المطلوب، إضافة إلى استمرار العزوف السياسي في الانتخابات الأخيرة مع استمرار التظاهرات الاحتجاجية في كل مناطق المغرب ككل، وتحدث عن ضبابية في العمل السياسي بالمغرب بحيث لا يمكن للمواطن أن يعرف اليسار من اليمين، يضيف البراهمة، لأن الدولة تعتمد هذا الآلية لكي لا تتضح معالم السياسة للمواطن.
وشدد البراهمة على ضرورة بناء ذوات الأحزاب وأهمية الانفتاح على الطاقات الشبابية والحركات النسائية والحركات الأمازيغية وذلك من أجل بناء جبهة موحدة للنضال الشعبي، ودعا كل القوى المناضلة إلى المبادرة للتحالف فيما بينها لوضع تصور شامل لمهام اليسار في الوقت الراهن.