في إطار العناية التي يوليها المجلس العلمي المحلي بإقليم جرسيف للموروث الديني الأصيل، وتشجيعا على العناية بالقرآن الكريم قراءة وحفظا برواية ورش عن نافع المدني، نظم المجلس العلمي المحلي بإقليم جرسيف في الأسبوع الثالث لشهر ماي المنصرم لقاءات تأطيرية لفائدة كافة أئمة مساجد الإقليم.
حيث قام الرئيس والأعضاء وعدد من الوعاظ بزيارات إلى كل الجماعات القروية الكائنة تحت النفوذ الترابي لعمالة جرسيف، وعقدوا لقاءات مع السادة الأئمة لتعريفهم بخصائص القراءة الجماعية والحزب الراتب عند المغاربة استنادا إلى ما ورد في كتاب "القراءة الجماعية والحزب الراتب بالمغرب" بحث وتأصيل في المشروعية والتاريخ، للأستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو.
وتحقيقا لهذا الغرض، قام المجلس العلمي المحلي بجرسيف بنسخ 500 نسخة من الكتاب المذكور وزعت على كافة أئمة مساجد الإقليم وبعض المعنيين بالأمر، قصد تعميم الفائدة والاطلاع التام على تاريخ القراءة الجماعية والحزب الراتب وتأصيلهما الفقهي والمقاصدي. كما نظم المجلس بمقره لقاء تكوينيا مع عدد من الوعاظ ومؤطري ميثاق العلماء من أجل المساهمة في تعميق وعي الأئمة بأهمية هذا الموضوع.
وقد كانت هاته اللقاءات فرصة لتلقي المعارف والمعلومات وتبادل الآراء والأفكار في منهجية التبليغ المناسبة والكفيلة بإقناع الأئمة والعامة بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الديني المتميز عند المغاربة، حيث ناقشوا مضمون الكتاب وركزوا على المحاور التالية بالشرح والتحليل:
- أقوال علماء المالكية وغيرهم في قراءة الحزب الراتب والقراءة الجماعية للقرآن الكريم. - التأصيل الفقهي والتاريخي لقراءة الحزب عند المغاربة وغيرهم من المسلمين. - مزايا وثمار القراءة الجماعية عند المغاربة. - جهود المغاربة ملوكا وشعبا في الحفاظ على هذا الإرث الديني الأصيل.
وأثناء كل لقاء تأطيري بالمساجد المركزية في جماعات الإقليم، اجتهد الأساتذة المؤطّرون في حث الأئمة على ضرورة تعريف فئة المواظبين على الحزب الراتب خصوصا والمواطنين عموما على مزايا هذا العمل، وحكمه الفقهي، وتحذيرهم من الجهات التي تحاول صد الناس عن القراءة الجماعية بدعوى أنها بدعة، دون احتكام إلى قواعد التأصيل الفقهي وأقوال أئمة الأمة الإسلامية وعلمائها الكبار.