لست محللا رياضيا، ولست ضد أحد، لكنني لعبت الكرة وأعرفها، الدرس الزمبي يتمثل في مشهدين أساسيين: الأول: في الربع ساعة الأولى من لقاء النهاية الذي جمع المنتخبين الإفواري والزمبي أصيب اللاعب ج. موسندا الحامل رقم 4 في صفوف زمبيا، غادر الميدان والدموع تنهمر من عينيه، شعر بالغبن والإقصاء، وأبان أنه يريد لو استمر في الدفاع عن القميص الوطني لبلاده، تمنى أن تسعفه قدماه ليتوج فريقه بالنصر، اللاعب موسندا لم يكن يبكي حظه الشخصي بل كان يبكي حظ وطنه لأنه فقد جنديا مجندا لأجل الوطن، موسندا وهو يغادر الميدان، كانت تساوره ذكريات خالدة، سقوط الطائرة التي أودت بحياة أسلافه، الجماهير الزمبية الفقيرة والمعدمة التي ستفرح للإنجاز الكروي، القبيلة التي أنجبته، وتاريخ إفريقيا هو تاريخ القبيلة ، مدينته التي ترى فيه حضورها الوطني، العائلة التي تتابع ابنها على الميدان، وأسرته الصغيرة... تقمصوا المشهد، وخذوا العبرة. وأطرح السؤال العفوي: هل الأسد وخاصة أسد الأطلس المعروف بقوته يبكي؟
الثاني: عندما أعلن الحكم نهاية المقابلة بانتصار أصدقاء موسندا، حمل المدرب الفرنسي الذي ظل يمارس عمله طيلة المقابلة، حمل موسندا بين ذراعيه، ونقله من الفرحة العامة إلى الفرحة الخاصة حين وضعه وسط دائرة اللاعبين، وسط الميدان، ليكون قريبا من الفرح الوطني، ومن عرق الجنود الذين دافعوا عن وطنهم الكروي، وأحسنوا الدفاع.
وأطرح السؤال العفوي الثاني. هل كلف المدرب الفرنسي الجنسية، الزمبي الانتماء، أحدا للاعتناء بكلبه أثناء غيابه؟