كان شاعرا، في صمته يطفو الاعتزاز بالقلم ألفا وتاء حمل حبره وأقلامه المغمسة بالمحبة والحنان في وجه كل الناس، كان سعيدا هو بالماضي والحاضر والمستقبل سكن قوس قزح يرعانا ولا ينام، صديق هو لكل الأصدقاء، في ابتسامته حقل بنفسجي زَهرُه يغطي حزن القلوب ويفجر السعادة ويبني الأمل أمام كل من يحب أهل القلم. كان رجلا، في كلامه أدب وفي احترامه تقدير وإجلال، بقلمه يَعبُر القلوب والأذهان كلامه لا ينطفئ، يظل رنينه في الآذان يسمو كما لو أنه قيل قبل قليل. كنت أبا، في البيت وفي الشارع في المدرسة وفي المقهى، تعذر في رحيلك فالشعر بعدك كان مستحيلا، فهل أشدو بحبك في قصيد وهذا الحبُ ليس له مثيل، تحبه من أول نظرة في عينه حديث تشعر به مادمت تحب هذا الرجل، هذا الأمير الذي أعطى للشعر والكتابة الكثير، في مدينة تازة شعرنا بوجوده في أحضان تازاسيتي اجتمعنا به عند القدر، في لسانه كل شيء موزون بيت نحل مليء بالعسل المصفى، لسانه ما فرق حب الكلام عن الأمل، أمل الروح والحياة البسيطة السعيدة، في احترامه حكايةٌ سيدها لا يفرق بين صغير وكبير، الاستقامة شعارُكُمْ مَنْ مَسَّ فَحْواها استقام فسبحانَ منْ زانَ القُلوبْ فأهل المكارم والمحامد مِنْ شيم الناس العظام، كان أبا لنا جميعا عنده نجد الصدر الطيب والحنون. شجاعته تسير به تارة عبر الحقول وتارة عبر الورق كلما امتد الطريق أكثر بدا كخيط رفيع وسط هذا اللامتناهي من الأحاسيس، صفاته تختلف أبعادها تعتمد على العالم الأخلاقي المتمتع بكل ما هو جميل ورقيق، صارم في تعاملاته كان يحمل ألوان هذا العلم في الذاكرة وفي الدم، أُنظر أيّ إنسانٍ هُوَ محمد زريويل نجمة حبلى بألوان الشروق، نجمة خجولة تنبئ باحمرار الشفق داخل جريدتنا بتازة، تَساء لناَ فأجابنا بكتابة رائعة، منذ أن تعبت من البحث تعلمت أن أجد، منذ أن جعلتني ريحا نذاً، فجعلت شراعي مع كل الرياح.
كتبنا فقرأ لنا بتقدير واحترام، دائما منضدتي مبسوطة لأجلكم على العُلى لن تستطيعوا العيش أبدا ها هنا، دائما كان حاضرا في الواجهة صامدا كالقدر في يده قلم صمغه شلال من شلالات مدينة الكهوف لا يجف أبدا، في يده ورقة بيضاء ساطع بياضها، سماء زرقاء مكابدة غيومها، أنهار تجري مياهها تصب في كل منبع، حدائق زينتها أزهرها في يده قلم محمد زريويل الرجل الطيب، اللهم أغفر له وارفع درجاته بين المهديين واغفر لنا وله يارب العالمين وأفسح له في قبره ونور له فيه.