لا زلنا نحلم، ولا زلنا ننتظر حلمنا، وسنظل نرقب حلمنا ونعمل من أجل تحقيقه، لأنه حلم واقعي من شأنه إعلاء سقف طموح شعوبنا المغاربية جمعاء. نحلم بالوحدة المغاربية، بالوحدة المثمرة التي من شأنها أن تمكننا من تشكيل قوة تفاوضية أمام باقي التكتلات الدولية، وبناء مجموعة تستطيع تحدي ما يواجهها من تحديات اقتصادية واجتماعية. نحلم باقتصاد في خدمة الحياة المشتركة والمجتمع الكبير، اقتصاد له مناعة قوية تستطيع مقاومة أمراض المد الليبرالي الوحشي، اقتصاد يخلق سوقا مشتركة تمكن من زيادة معدلات النمو لمجموع بلدان الاتحاد المغاربي، ويوفر فرص العمل لجحافل المعطلين في بلداننا. اقتصاد يضع نصب أعينه بناء العدالة الاجتماعية عبر التوزيع العادل لخيرات الأوطان على أبنائها. نحلم بسياسة على مستوى عال، تحلق فوق كل الخلافات النرجسية والحسابات السياسوية الضيقة. سياسة تفكر في مستقبل وتقدم الشعوب، وتصبو إلى تكريس الديمقراطية منهاجا لتدبير الصراعات،وآلية لتسيير المؤسسات، وسبيلا ومدخلا لبناء سلم اجتماعي مستدام. نحلم بسياسة ترسم استراتيجيات للتنمية، لا تلك التي لا تجيد إلا لغة المؤامرات والانقلابات التي سرقت زمننا ورمت يه في هوة التاريخ. نحلم باتحاد مغاربي منتج علميا، تتحد طاقاته وتتكامل ليسير بنا في طريق سد الفجوة الرقمية والعلمية بخطوات جبارة. ويمكننا من وضع بصمتنا وتجربتنا إلى جانب الفاعلين في هذا العالم. نحلم بالثقافة وهي تأخذ مكانها في برامج حكوماتنا واتحادنا، باعتبار الثقافة وسيلة لا محيد عنها في بناء التنمية والحفاظ على الهوية في آن. ولاتحادنا طاقاته الإبداعية وغنى مكوناته وموروثه الثقافي الكفيلة بجعله في مصاف الدول الرائدة ثقافيا وفي جميع أصناف الفنون. نحلم باتحاد لا حدود فيه بين بنيه، اتحاد يفكر في مستقبل شبابه وغَد أطفاله، بيئتهم، تعليمهم، صحتهم، سكنهم.... نحلم باتحاد مغاربي لامكان فيه للأمية، ولامكان فيه للفقر. اتحاد متضامن يؤسس هيئة عليا للعمل التضامني بين دوله، ومحاربة أشكال الهشاشة فيه. نحلم باتحاد مغاربي له القدرة على التفكير المستقبلي المبني على عمل جاد تقوم به مراكز مشتركة للأبحاث والدراسات. نحلم بالحب أغنية للشعوب نهديها لبعضنا البعض، وبالأمل شجرة تخْضَرُّ في أعين مواطني الاتحاد. إن الوقت الذي يقتل فرص تقدمنا كل يوم نؤجل فيه وحدتنا يَصرُخُ فينا: "لا وقتَ في جعبتي للتأجيل". أيها القادة السياسيون، يا أبناء وبنات الاتحاد: لا مكان في دموعنا لملح أكثر، ولا متسع في جسد أحلامنا وآمالنا لجراح أكبر...فلنعمل الآن لأن هذا الحلم قدرنا الجماعي، وما تأجيله إلا خيانة لمستقبلنا.