إن إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم، - نيلسون مانديلا - يلاحظ بأن الشعب والشارع؛ يكتب بصموده ودمائه حقائق التاريخ البديل، بمعزل عما كان كتبة القصور والبلاطات يدونون مايشاؤون لصالح ولي النعمة؛ التي أنشأنها من عرق شعبه؛ فثورة – نيل بوك – بإصرارها ورؤيتها لهدم الفساد والظلم؛ استطاعت أن تفرض محاكمة (الرئيس) المخلوع ؛ الذي أهانهم وحاول ممارسة الفهلوة على إرادتهم وانتفاضتهم؛ والسماح لرجال الأمن (القومي) و(المخابرات)لكي يفعلوا ما فعلوه في أعراض الناس وأموالهم وأمنهم، كأنهم ( قطيع) في مزرعته؛ فمحاكمة (آل مبارك) وزبانية الفساد والإفساد للحياة الاجتماعية والسياسية؛ محاكمة لحظة تحديد زمانها ومكانها؛ اعتبرها العديد نوع من ضروب الوهم والحلم وتهدئة للوضع الرافض لكل مماطلة وتسويف للإصلاح والمحاسبات لرموزالفساد وتدمير البلاد و العباد؛ وبالتالي فالمحاكمة أمست أمرا ملموسا وواقعيا؛ ولامجال للمزايدة حولها إذ في تقديري: لاتهم نهاية صك الاتهام؛ بحيث كل العيون والعقول رأت ( الرمز/ المخلوع) رمز الجبروت والديكتاتورية معالي(الرايس) استخلصت في مشهد أشد درامية؛ وراء القفص؛ الذي كان يضم الأبرياء وجاهري بالحق؛ مشهد شاهده العالم قاطبة؛ يعبرعن العجز المطلق؛ وقوفا وشموخا ونهوضا وتفكيرا وبصرا؛ ملامح تغيرت شكلا ومضمونا؛ حتى أن أحد( محاميه) ليس غباء منه بل دهشة فيه: يصرح: بأن مبارك توفي في 2004 والماثل أمامنا ليس هو؛ ولا بد من تحليل الحامض النووي؛ وبالتالي فادعاؤه الذي أصر عليه يفنده ابنيه الماثلين معه؛ فكيف يفسر- محاميه- الدهشان؛ بأن الماثل أمام الجميع؛ محمول على سرير طبي؛ وحضوره بتقريرطبي من( شرم الشيخ ) والمحاولة الذكية؛ بين( جمال/ علاء) بجسدهما لإخفاء صورة والدهما؛ عن عدسات _ الكاميرا_ هل تحتاج إلى (حامض نووي) لتحليل الصور؟ وفي نفس السياق؛ هل جسد وزير الداخلية( طيف) ومن معه كائنات (هلامية) وكذا الابنين؛ كل هذا بمثابة ( كومبارس) لتجسيد محاكمة؛ شخص خرافي لا وجود له أصلا؟ ممكن في أفلام( الخيال العلمي) ولقد قدم لنا-المحامي- فكرة لشريط سينمائي يغري بالمشاهدة؛ إن أنجز في استوديوهات( أكتوبر) , ومدعاة هذا القول؛ من حق أي محام يؤازر( أي) واقف أمام القضاء؛ وذك طبقا لأخلاقية المهنة؛ وللقوانين المنظمة للمرافعات؛ لكن أن يتم تمييع ما في ذهنية المواطن؛تجاه الرمز الذي فرض رمزيته بكل قوة و بطش في أرجاء مصر؛ بحيث صوته لا يعلو عليه صوت؛ وصورته لا تزاحمها أية صورة؛ فهل ما كان يقع من تجاوزات وظلم وإكراه معلن للقاصي والداني واعتقالات تعسفية في دهاليز السجون؛ تحت الأراضي ورجال كانوا فوق القانون والمساءلة، يستمدون الحصانة من سلطته ورمزيته، ولا تستطيع أي قوة كانت أن تزيل أيا منهم دون إرادته ورغبته، بحيث (كان) و(بطانته) الفاسدة ، فوق الدستور وأعلى من الوطن ؛ ولاسيما آخر ما ختم به رمزيته: مسألة التوريث؛ ضد إرادة الشعب والأصوات المكافحة؛ ومسألة تزويرمعلن للانتخابات(البرلمانية) والخطاب التهكمي لمعارضيه في قبة( مجلس الشعب) أما رمزيته في الخارج؛ آخرها حصار- غزة- والسور العازل للحمة العربية؛ فكل هذا وغيره(...) يحتاج إلى حامض النووي؛ لإثبات سفاهة تسييره وتدبيره؛ ناهينا عن عجرفة وغرور( جمال) الذي كانت نظراته وضحكاته تنم أن كل من حوله وأمامه من الرعاع والعبيد؛ ومشهد( القفص) جعله أكثر انضباطا وخضوعا لطقوس المحكمة؛ التي كان لا يعرفها إطلاقا؛ فهل هذا التحول السلوكي؛ يحتاج إلى حامض النووي(؟)
إنها نكتة من النكت المصرية؛ لكن أغرب نكتة القرن؛ مارسه الإعلام العربي؛ بكل مشاربه؛ حينما التجأ للمواطنين؛ لمعرفة وجهة نظرهم حول( المحاكمة) فطبيعي أن المواطن العربي؛ لا يتشفى ولكن بحكم ما يعانيه من إكراه وظلم وتعسف على أيدي الإدارات والمؤسسات؛ ورجالات ( الرموز) الفاسدة؛ أينما ارتحل سيكون شعوريا (أو) لاشعوريا؛ مع المحاكمة كإشارة انعكاسية لكل رمز( عربي) عتا وتجبر في البلاد وضد إرادة العباد والقوانين؛ إذ من باب الأولى؛ كان على (الإعلام العربي) مساءلة وجس النبض النفسي للمسؤولين( العرب) حول ( المحاكمة) ومدى أبعادها المستقبلية في الحياة العربية؛ والنسيج الاجتماعي العربي؛ (ك) وزراء/ سفراء/ وكلاء الوزارات/ رؤساء المخابرات/ ولاة الأمن/مدراء الدواوين/ رؤساء المؤسسات (ك) الجامعة العربية/ الايسيسكو/ نقابات الفنانين والمهنيين/رجال أعمال/ ...../ لأن العديد منهم يستفيد من رمزية(الرمز) بشكل أوآخر؛ بحيث أمسى كل شيء مكشوف؛ ولامجال للتمويه وتمييع أي صورة أو حقيقة ؛ تسللت وانخرطت جوانية وجدان وذهنية المواطن العربي؛ وبالتالي فمحاكمة ( المخلوع) مدخل رئيسي لترسيخ مفاهيم دولة الحق والقانون؛ ومن خلالها ستتحقق الديمقراطية الحقة؛ بخلاف مايلوك حول مفهوم الديمقراطية؛ مادام أي كان ليس فوق القانون؛ وخاضع للمساءلة والعقاب؛ ولا أحقية له في التصرف بمزاجه وأهوائه ومسلكياته الفردانية؛ ضد الأرض والشعب وبالتالي؛ فهاته المحاكمة؛ الأولى من نوعها لرمز( عربي) رمزيتها في التاريخ العربي؛ أكثر وأقوى من نتائجها؛ فهي تختلف اختلافا جوهريا؛ عن محاكمة الراحل- صدام حسين- لأنها محاكمة/مهزلة؛ من لدن الاحتلال؛ معية الأبعاد السياسوية( الطائفية) التي أرادت أن تنهي انوجاده بالمشنقة؛ وهاهي أرض الفرات تعيش( الآن) في المشنقة؛ لا ديمقراطية تحققت؛ ولا حرية أنجزت ولا الانفتاح انكشف....