طبقا للمبدإ السقراطي الشهير :" أيها الإنسان، إعرف نفسك بنفسك" عرف بعض الناس بأنفسهم فعرفوا أنفسهم عبر الموقع الاجتماعي الفايسبوك باعتبار أن الفيسبوك غدا ضرورة بل حاجة ملحة لامفر منها، تتيح السبيل لأخذ العلم و تعارف الشعوب. في حين لم يفهم البعض الأخر بعد أن نسبة استعماله لوسيلة الفايسبوك في بعده الآخر، لم تكن كافية للقول بان رأي مجموعة لا يتجاوز عددها عشر العدد الإجمالي لسكان البلاد يمثل هذا رأي الشارع. وينطبق هذا المثال على حركة 20 فبراير التي ارتأت أن تقنع نفسها بان رأيها هو رأي "الشعب". فبعد أن كشف بعض المواطنين عن اللبس الذي يشوب قيادتها و من ثمة تنسيقها مع المنكمشين تحت لوائها ، ارتأت الأرقام بدورها أن تكشف عن حقيقة لاذعة تبرز مدى انخراط الشعب فيها. فهل تكذب الأرقام ؟ و يذكر في هذا الصدد أن حركة 20 فبراير من أصل 27 فبراير افتراضية الجذور، نبتت في موقع الفايسبوك لتمتد غصونها إلى ارض الواقع المغربي ،الذي يحضن ما يفوق 35 مليون نسمة ،و أبرزت إحصائيات مخيفة أن عدد المنخرطين المغاربة حاليا في الموقع الاجتماعي الفايسبوك يتجاوز 3.5 مليون منخرط ، و هو حقيقة جد متواضع بالنظر إلى عدد سكان البلاد. بهذا يصنف المغرب في الرتبة السادسة و الثلاثين عالميا من حيث التردد على هذا الموقع، في الوقت الذي تتصدر فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية و اندونيسيا أولى المراتب. و البديهي في الأمر أن 3.5 مليون خليط من التيارات الاجتماعية،و السياسية ،لا يصب كله في المصب العشريني فقط ،رغم أن الدراسة التي أصدرتها وزارة الشباب والرياضة بشان الشباب، والدين، والسياسة، التي شملت 3.000 شاب مغربي من مختلف جهات المملكة، كعينة تمثيلية، أفادت أن 92 بالمائة من الشباب لا ينتمون لأي جمعية ولا حركة ولا منظمات العمل المدني. و قد تجاوز عدد المشتركين في فترة لاتزيد عن أربعة أشهر (من شهر يناير إلى شهر ابريل) خمسمائة و تسعين ألف مشترك ، و أيضا مليون شخص بين دجنبر/ 2010 و يونيو/ 2011. وعرفت تسع دول منها تركيا و دول عربية أخرى تزايدا ملحوظا في عدد المشتركين في الفيسبوك بين الخامس من شهر يناير و الخامس من شهر ابريل حسب "أراب سوشل ميديا ريبورت" ، و يرجع السبب في ذلك دون منازع إلى التململ الذي تعيشه بعض بلدان العالم . و من حيث الارتفاع الحاصل خلال نفس الفترة ،فان الولاياتالمتحدةالأمريكية صنفت في الرتبة العاشرة ثم المغرب في الرتبة الحادية عشر بنسبة 2,23%. بيد انه في المغرب ما تزال ثقافة التواصل عبر الفايسبوك متواضعة ،رغم ارتفاع مستعملي الموقع خلال الأشهر الأخيرة، و خاصة في اليوم التاسع و العشرين من شهر ماي سنة ألفين و إحدى عشرة ، و هو اليوم الذي نظمت فيه حركة 20 فبراير تجمعا كبيرا في الشارع. و يعتبر الفايسبوك أكثر المواقع جلبا لمحركي الفأرة، فبعد أن كانت عضوية الموقع مقتصرة في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد ،أصبح قبلة عالمية توفر خدمات عديدة في شتى المجالات و دون مقابل، و بهذا فيصنف الفايسبوك في موقع أليكسا المتخصص في إحصائيات وترتيب مواقع الإنترنت الثاني بعد غوغل. معلومة أخرى عن الفايسبوك : إن كان اغلب المشتركين في الفايسبوك على المستوى العالمي نساء فان فيسبوك المغرب عكس ذلك تماما (61 في المائة) ،إذ يشكل الرجال الأغلبية (62 في المائة) في مقابل 38 في المائة من النساء. كما أن المشتركين البالغين من العمر خمسة و خمسين فأكثر لا يشكلون إلا اثنين في المائة من العدد الإجمالي للمشتركين المغاربة، في حين أن ثمانية و ثمانين في المائة (الأغلبية الساحقة) مشتركون لا تتجاوز أعمارهم خمسة و ثلاثين سنة. فهل تنطبق قولة "هرمنا" حتى على المجموعة الفايسبوكية ؟ وقد قام "مارك زوكربيرج" بتأسيس الفايسبوك الذي يتيح أكثر من 70 ترجمة متواجدة في الموقع و منها العربية سنة ألفين وأربع بالاشتراك مع كل من "داستين موسكوفيتز" و "كريس هيوز" اللذين تخصصا في دراسة علوم الحاسوب ، وكانا رفيقي "زوكربيرج" في سكن الجامعة عندما كان طالبًا في جامعة هارفارد.