كثفت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان إجراءاتها الوقائية في العديد من مناطق نفوذها خلال الآونة الأخيرة بهدف تطويق حالة الهلع والخوف الناتجة عن العدوى ،وضمان استمرار الدراسة في ظرف يشهد فيه وباء اتش "وان إن وان" تناميا متسارعا بفعل ما وصف ب" التهويل الإعلامي " من جهة، والافتقار الحاد إلى النظافة خاصة في الوسط القروي من ناحية ثانية ، في هذا الإطار كشف مدير الاكاديمية عن وتدابير إجراءات وقائية مستعجلة تهم كل المناطق ، منها تأسيس لجن تنسيقية وخلق شبكة للتواصل الدائم وتداول المعلومة في حينها تنويرا للرأي العام وتفاديا لأي تأويل خاطئ ،فضلا عن تزويد المؤسسات التعليمية بالمواد اللازمة لمكافحة انتشار الوباء . بخصوص افتقار بعض المجموعات المدرسية إلى الحد الأدنى من النظافة قال ولد دادة "إن 70 مدرسة بنيابة مولاي يعقوب تم تزويدها بالماء الصالح للشرب خلال بضعة أسابيع من انطلاق الموسم الدراسي الجاري ، كما تعتزم الأكاديمية اقتناء حاويات ماء من الحجم الكبير حتى تكون رهن إشارة نيابة بولمان ومؤسساتها التعليمية النائية في إطار جهودها الرامية إلى توفير شروط الصحة المدرسية . وانكبت لجن مشتركة ابتداء من يومه الاثنين 26 أكتوبر الجاري على إطلاق حملة تحسيسية واسعة حول أعراض الأنفلونزا الجديدة « إيه اتش 1 إن 1 « على صعيد كل المدارس والمنشآت التعليمية العمومية والخاصة بفاس والجهة ، وتدول على نطاق واسع مطويات تشرح بطريقة مبسطة سؤال جواب ماهي الانفلونزا، وما اعراضها ،وكيف تنتقل وكيفية الحماية؟ . وبخصوص خبر إغلاق مؤسسة أمين للتعليم الخصوص الكائنة بحي الأمل بفاس والتي ظهرت بها أعراض الإصابة بفيروس إن وان اتش وان" أوضح ولد دادة إن الأمر لا يتعلق بإغلاق ، وإنما بتوقيف مؤقت للدراسة مدته 5 أيام ابتداء من السبت على أن تستأنف الدراسة يوم الخميس 29 أكتوبر 2009. ووصف محمد ولد دادة مدير الأكاديمية فاس بولمان قرار التوقيف المؤقت للدراسة "بالاحترازي" تفاديا لانتشار الوباء. مشيرا إلى أن القرار اتخذ من طرف اللجنة الجهوية لتتبع هذا الوباء والتي يرأسها السيد والي الجهة. وارجع مدير الأكاديمية البطء في انجاز بعض الإجراءات إلى ما وصفه بيروقراطية الإدارة وتعقد المساطر، وقال " إن البطء ليس نابعا من إرادة الإدارة وإنما مرده تعقيدات المساطر الإدارية . مؤكدا على انه وفي كل الحالات" نحن مسؤولون "ومسؤوليتنا كقطاع تعليمي عمومي أكثر حساسية في الوقت الراهن. وشدد ولد دادة على ضرورة اتخاذ قرار التوقيف المؤقت للدراسة حتى تتمكن المصالح الإقليمية للصحة من تعقيم الحجرات وفضاء المؤسسة من جهة ، و إعطاء جميع التلاميذ فرصة المكوث بالمنازل للتأكد من عدم وجود حالات جديدة ، حتى إذا ما ظهرت عليهم هذه الأعراض بشكل انفرادي بمنازلهم، لن يشكل خطرا على باقي التلاميذ خلال تواجدهم بالمؤسسة.من جهة أخرى وأضاف" إن الأكاديمية تشتغل على مستويات متعددة ، لضمان استمرار الدراسة وتطويق حالات الهلع والخوف المرتبطين لما وصف "بالتهويل الإعلامي" لبعض الحالات ، في هذا السياق تم خلق شبكة للتواصل الدائم بين مديري ومصالح الأكاديمية خاصة على مستوى تداول المعلومة في حينها، فلا إصلاح بدون توعية ، حيث تم إنشاء خطا اخضر تفاديا لكل هلع أو تهويل، مؤكدا في ذات الوقت أهمية التعاون من اجل إظهار الحقيقة، لان الإصلاح مسار شائك " وليس مسارا مفروشا بالورود "حسب تعبيره وذكر المسؤول التعليمي الأول بالجهة، إن وزارة التربية الوطنية أصدرت مذكرات وزارية في الموضوع وجهت إلى السادة الأساتذة بمختلف المؤسسات التعليمية توضح المسطرة التي يجب إتباعها في حالة ظهور أعراض هذا المرض، كما أن الأكاديمية والنيابات التابعة لها بادرت باقتناء مستلزمات النظافة اللازمة للوقاية من هذا الوباء وتوزيعها بمعية مطويات توضيحية في الموضوع . وأهاب ولد دادة في السياق ذاته ، بضرورة توخي الحيطة والحذر ، فليس كل" كحة" هي انفلوانزا الخنازير ، مبرزا أن وزارة الصحة أكدت أن الحالة الصحية لمعظم تلاميذ ببعض المؤسسات التعليمية، ممن ظهرت عليهم أعراض مرض أنفلونزا «آي اتش1 ان1 » لاتدعو إلى القلق. وأوضحت الوزارة في بلاغ سابق لها أن «المصالح الصحية شخصت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، حالات وسط تلاميذ بمؤسسات تعليمية حيث ظهرت عند هؤلاء التلاميذ أعراض انفلونزا «آي اتش1 ان1 » لم تستوجب الالتحاق بالمستشفى»، مشيرة إلى أن هؤلاء التلاميذ خضعوا للعلاج بمحلات سكناهم وحالتهم الصحية لا تدعو للقلق. إلى ذلك ،شهد مستشفى الغساني بفاس توافد العديد من الأسر ذات العلاقة بالوباء ، و استقبل إلى حدود زوال أمس الثلاثاء حوالي 200 تلميذا يتابعون دراستهم بمؤسسات تعليمية مختلفة،حيث تم إخضاع الجميع للفحوصات الطبية بخلية خاصة بمكافحة الفيروس بقسم المستعجلات .