يعتبر الإرهاب وسيلة من وسائل التعبير اليائسة والخرقاء، لمن لاوسيلة متكافئة لديه للتعبير عن الذات و يمكن استعمال تعريف آخر للإرهاب بشكل عام باعتباره "استخدام غير شرعي للقوة أو العنف (أو التهديد باستخدامهما) بقصد تحقيق أهداف سياسية. والإرهاب في هذا الإطار، هو الذي يتعدى العمل المخالف للقوانين الداخلية للدولة، وماوقع ظهر يومه الخميس بساحة جامع الفنا بمقهى أركانة يعد عملا إرهابيا جبانا توقيته اختير بدقة لفرملة عجلة الإصلاحات السياسية والدستورية التي دخلها المغرب بجدية مع الحراك العربي العام، وما يموج به من أحداث عجلت بإعلان إصلاحات مهمة مع بزوغ نجم حركة 20فبراير، أكدت بالملموس أن المغرب يعد نموذجا عربيا فريدا يقتدى به في الساحة العربية ،نموذجا غير قابل لكوبي كولي وذلك لعدة إعتبارات واقعية مرتبطة أساسا برواسبه التاريخية النضالية وسيرورته المجتمعية وتركيبته البشرية.
كل هذا جعل المغرب يتبوأ مكانه الطبيعي في طليعة الدول العربية من حيث الديموقراطية وتكريس الحقوق والواجبات وتقويم بعض القوانين لتتلاءم مع واقع وروح العصر،كل هذا لم يرق بعض من يخافون على مصالحهم من كل هذه الإصلاحات والإنفراج السياسي بالإفراج عن مجموعة مهمة من السلفية الجهادية وبعض من لهم إرتباطات بها، وتزامن العملية الإرهابية بمراكش ليس بريئا مع كل هذا !هناك رسالة مشفرة وراء ذلك هي فرملة الإصلاحات والزج بالمغرب في متاهة زعزعة الثقة التي تلمسها المغاربة مع المؤسسة الملكية في وضع قطار الإصلاحات السياسية والدستورية على سكته الصحيحة التي أصبحت مطلبا شعبيا بعدما كانت مطلبا حزبيا.
و لعل أعمال العنف الإرهابية التي حدثت في ارتكزت على بعض هذه المفاهيم المتطرفة التي مارسها بعض الذين لا تهمهم مصالح المواطنين وأمن واستقرار الوطن ومصلحته، بل ينطلقون من أسس سياسية مصلحية في إطار تعميم روح العنف الذي من شأنه المساس بالمصالح الوطنية في أوساط المجتمع، ورفض كل الممارسات والمفاهيم التي تنحو باتجاه إثارة العنف والتطرف وتحاول فرض نفسها على مجتمعنا وقيمنا الإسلامية النبيلة والسامية. م
فما هي جريمة هؤلاء السياح الأجانب الذين قتلوا بمراكش ؟هذا هو الرعب الحقيقي والإرهاب بعينه، ومن يرتكب مثل هذه الأعمال الإجرامية الفاشية لا يمكن أن يكون منتميا إلى أي دين أو ملة ولا يمكن أن يكون صاحب قضية عادلة مثل هؤلاء القتلة والإرهابيون هم الذين يشوهون صورة العرب الحقيقية ويصبغونها بالإرهاب... يرتكبون جرائم النسف والقتل ضد الأبرياء والمدنيين العزل باسم الإسلام، والإسلام منهم براء..
ولقد كنت أتمنى أن تخرج المظاهرات الشعبية ليس في مراكش فحسب! وإنما في كل أنحاء المغرب لإدانة وتجريم هذه الأعمال الإرهابية التي ترتكب في حق مواطنين أبرياء وأن تتبناها وطنيا حركة 20 فبراير وتخصص لها يوم 16 ماي المقبل يوما لإدانة الإرهاب بكل تمظهراته، فبفضلها انطلق قطار التغيير نحو مغرب أفضل لا يمكن أن توقفه أو تغير مساره أو أن تفرمل دوران عجلاته مثل هذه الأعمال الدنيئة ، لأنها أعطت المغاربة جرعة من الأمل لغد لن يكون فيه موطئ قدم للظلامية وللأعمال الإرهابية !