● أطفال البراري: -2- بدا في صباح شتوي بارد كمن ينبثق فجأة من بين أكوام الضباب، ثم يختفي. يحث الخطى بقدمين حافيتين في مواجهة أوحال منسابة وسيول مندفعة من الأعالي، نازلا من الجبل تحت وابل من حبال المطر الموصولة بالسماء. رفقك يا الله ورحمتك. إلى أين يسير هذا الطفل حاملا محفظة غمرتها المياه؟ إلى أين؟. لا مدرسة في صباح مطير كهذا؟. المطر العاصف يعطل الحياة في هاته البراري؟. ما الحيلة أمام غضب العناصر؟. لطفك يا الله بهذا الصبي الحافي العاري الممزق. حنانك ورأفتك. ما إن يصل حتى يولي أدراجه، في وجه طبيعة استشاطت غضبا وقسوة على البشر. رفقك ورحمتك ولطفك. حنانك ورأفتك... لا زال يغد الخطو، يقاوم صراع العناصر، وإصراره لا يكل للوصول إلى مبتغاه !. ● محمد الفشتالي