فتحت الفرقة الجنائية الأولى، بسرية الدرك الملكي بالجهة الشرقية، تحقيقا موسعا، على ضوء تصريحات أدلى بها عناصر شبكة دولية لتهريب المخدرات بواسطة الطائرات، يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي لدى الدرك الملكي. وتلقت أجهزة إنفاذ القانون بمجموع التراب الوطني، مذكرة بحث عن ثلاثة مطلوبين للعدالة، يشتبه في صلتهم بالعناصر الموقوفة على ذمة التحقيق، التي ارتفع عددها إلى أربعة أشخاص (أجنبيان ومغربيان). وحسب معطيات توصلت إليها "المغربية"، فإن المصالح الدبلوماسية لدولة أجنبية تلقت طلبا من أحد مواطنيها، متابع في قضية سقوط طائرة رياضية صباح عيد الفطر، بدوار مولاي الطيب، التابع لقيادة مستكمار، بإقليم العيونالشرقية، بولاية وجدة، لمتابعة مسار التحقيق معه، وإخبار عائلته ومحاميه. وتسعى سلطات البحث والتحري في هذه القضية إلى وضع اليد على ما يسمى في قاموس تهريب المخدرات عبر الطائرات، ب"قواعد السند المحلية"، التي تعمل على تامين شحن المخدرات من مطارات سرية، قبل الإقلاع بها في اتجاه إحدى دول جنوب أوروبا. وحسب مصدر أمني، فإن تهريب المخدرات بواسطة الطائرات ما زال يشغل السلطات المغربية، بسبب تعدد عمليات ضبط طائرات بالتراب الوطني، وغالبا ما تكون حوادث عارضة، تتعلق بأعطاب تقنية، سببا في سقوط الطائرات في أيدي السلطات، مثلما وقع في كل من العيونالشرقية، وأصيلة، وسيدي قاسم، ومولاي بوسلهام، والناظور، وطنجة، وتطوان، وشفشاون. وقال المصدر ذاته إن عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تلقت، أخيرا، تعليمات بمباشرة تحقيقات موسعة ودقيقة مع مختلف شبكات الاتجار في المخدرات، لمعرفة المتورطين الدوليين في عمليات دخول طائرات مشبوهة إلى التراب المغربي، وشركائهم المحليين، لارتباطهم الوثيق بشبكات التهريب الدولي للمخدرات. وتفيد المعطيات المتوفرة بأن الأبحاث الجارية، إلى حدود أمس الأربعاء، تشير إلى أن الطائرة المتفحمة تسللت إلى المغرب عبر الأجواء الإسبانية، وكانت وجهتها، في الأول، منطقة الناظور، قبل أن تحول مسارها باتجاه العيونالشرقية. واستمعت مصالح الدرك إلى عدد من سكان دوار مولاي الطيب، على انفراد، وحررت أقوالهم في محاضر كشهود، وهي إفادات، يقول مصدر مطلع، قد تفيد في الوصول إلى امتداد شبكة التهريب الدولي للمخدرات بواسطة الطائرات بالمنطقة. وبحث الدرك مع ربان الطائرة المحطمة، بأمر من النيابة العامة، حول ما إذا كانت الطائرة استخدمت لأغراض غير مشروعة بالمغرب أو خارجه، فضلا عن الوجهة التي قدمت منها، وكيف دخلت المغرب. وبسقوط هذه الشبكة في قبضة الأمن، إثر اصطدام أحد جناحيها بعمود إسمنتي، قرب سد مشرع حمادي، يكون موسم التهريب الدولي للمخدرات بواسطة الطائرات، انطلاقا من المغرب، عرف تعثرا في بدايته.