تازا سيتي: أمسية استتثنائية بالشارع التازي بعد شيوع خبر الحكم على حميد كوسكوس بسنة حبس موقوفة التنفيذ و غرامة نافدة قدرها 50,000 درهم مع الإجبار في الأدنى، مع حرمانه من التصويت لمدة سنتين و من حق الترشح لمدتين انتدابيتين اثنتين متواليتين، و أسئلة كثيرة تداولتها الألسن بالمقاهي، لكن جلها يوضح بجلاء ضعف الوعي القانوني لدى المجتمع التازي الذي لا يتجزأ عن المجتمع المغربي، فمنهم من يحرم دينه و أولاده أن كوسكوس يحق له النقض للمرة الثانية و الثالثة و كأن القضاة ليس لديهم ما يفعلون بعيدا عن قضية كوسكوس، و هناك من بدأ في التحليل و كأنك أمام خبير في العلاقات الدولية أو العلوم السياسية و يقول لك بصريح العبارة أن القضية ستجرجر في المحاكم لحين انتخابات 2012 حينها سيسلم المفاتيح لحزب الأصالة و المعاصرة، و منهم من رشح الخليل الصديقي نائبة الأول لرئاسة الجماعة الحضرية مع أن قواعد الديمقراطية و الانتخابية و اضحة في هذا الباب، بالإضافة إلى أن المستشار الخليل لا يستطبع تسيير جلسة اجتماع عادية بين رفقائه فما بالك بالشأن المحلي، أضف أن هناك من ذهب بعيدا في التحليل باستحضار "الراكد" أي حزب الأصالة و المعاصر و الربط بين تغييره لمقره بتازة و هيكلته الجديدة و إشاعة انضمام اثني عشر مستشار جماعين إليه بمن فيهم الحركيين بعد احتجاجاتهم بمؤتمرهم الأخير بمنطوق الحكم، و هناك من لم يبرح مكانه و قال أن القاضي الذي سمع للمتهم يوم 14 ليس هو من حكم يوم 21؟؟؟ المهم ما يمكن استنتاجه ان الشارع العام التازي يضم فقهاء في القانون من نوع خاص يمكنهم تبرأتك و بعد خمس دقائق إدانتك لانهم باختصار ضحية ثقافة "الودينة" في زمن "الهيقي"، بالإضافة إلى أن الشارع التازي في مجمله هو ضحية غياب تاطير سياسي على المستوى الحزبي، و جمعوي على مستوى ما يسمى بجمعيات المجتمع المدني، دون ان ننسى دور الإعلام باعتباره المخاطب المباشر لشريحة عريضة من المجتمع، بالرغم من كونه ليس مؤهلا للعب دور طلائعي على المستوى المحلي، و ذلك بالنظر للكثافة السكانية بالإقليم أغلبتها أمية على مستوى الأبجدية بنوعيها و سيادة ثقافة الحفاظ على سيرورة المصالح الشخصية داخل ممارسي الصحافة و الإعلام بالإقليم... ------------