خبر تحليلي - عادل فهمي: المستوى الذي أبانت عنه السلطات المنتخبة بخصوص "الشهيدة فريدة" غريقة دوار الملحة، يكشف بالملموس أن العقلية السياسية بمدينة تازة لا زالت بعيدة كل البعد عن لعب اي دور طلائعي في مستقبل هذه المدينة بأنانيتها و بانتهازيتها السلبية، ما دام النقاش منصب داخل المقاهي السياسية من سيقدم كبش فداء للساكنة(...) و الخلاف مركز حول الاختيار بين سيناريو إعفاء أحد الاعضاء، الذي سيفضي لا محالة لظهور بطل في ثوب ضحية بتواطىء الكل و باستثناء بصيص أمل قادم من بعيد في شخص عضو متضامن، أو الدفع به لتقديم استقالة مما سيفضي لنفس النتيجة لكن هذه المرة بدور بطل في ثوب بطل شعبي، و في كلتا الاختيارين "فالهرامة" لن تصب أحد عجلات التراكتور بالعطب، مادام موازين القوى ستنتج ورقة سياسية أخرى و هي من سيخلف من؟ لكن خارج هذه الحسابات السياسية فقد تأكد أن أية طبقة سياسية من هذا النوع لا تستحق ان تمثل هؤلاء المواطنين فبالاحرى ان تحكمهم، و ان تنخرط في بناء مستقبلهم الذي لن يكون بعيدا و لو بقيد أنملة عن ما هو معاش و معروف منذ سنين داخل هذه المدينة، و ليست مقاطعة 80 بالمائة من الناخبين لصناديق الاقتراع في الانتخابات الاخيرة على المستوى الوطني، سوى دليل على رفض الشعب لهذه الطبقة التي لا يهمها سوى مصالحها الشخصية و القبائلية، و ان كل محاولة لفرض الطبقة على الشعب لن تزيده إلا رفضا لها و نفورا من سياستها، و ما انتفاضة ساكنة الملحة و تواقيعهم إلا دليل إثبات على ذلك. و لاستعادة ثقة الناس في السياسة و السياسيين و غض الطرف عن ما هو موجود و ما افرزته صناديق الاقتراع بالطريقة التي يعرفها الكل "بصدر ليا نفخد ليك" تفرض اولا رد الاعتبار للسياسة كفعل للتغيير، لان المواطن لا يهمه من هو كبش الفداء ما دامت مسؤولية تقصيرية مشتركة بين الجميع و بدون استثناء، حينها سنعرف سبب رفض الاغلبية للتصويت و المتمثل في أنها لا ترفض اللعبة في حد ذاتها بقدر ما ترفض قواعدها الغير العادلة و أكثر من ذلك تكره لاعبيها الغشاشين المحترفين!!