افتتحت مساء أمس السبت، بمسرح القصبة الأثري بالهواء الطلق بشفشاون، وبشكل حضوري، فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لملتقى الأندلسيات بشفشاون، هذا الموعد الفني الهام الذي اقترح في هذه الدورة على عشاق هذا اللون الموسيقي العريق برنامجا غنيا بالسهرات الفنية . إعلان وتميز افتتاح الملتقى ، الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة -، الذي أضحى تقليدا سنويا يحتفي بالفن الأصيل الذي يشكل أحد روافد الموروث الفني الموسيقي المغربي، حضور عدة شخصيات ثقافية وفنية ومن سكان المدينة و السياح الوافدين عليها، تقديم عروض فنية متنوعة على خشبة مسرح القصبة الأثري مباشرة. وأكد المدير الإقليمي لوزارة الثقافة والشباب والرياضة -قطاع الثقافة- بتطوان، السيد أحمد اليعلاوي، في كلمة بالمناسبة، على أهمية ملتقى الأندلسيات الذي استمر تنظيمه لما يقارب أربعة عقود" ، مشيرا الى أن الدورة الحالية من الملتقى يأتي تنظيمها في حدث غير مسبوق بسبب جائحة كورونا ،مما حثم علينا تنظيمه حضوريا وافتراضيا " . وسجل السيد اليعلاوي أن هذا الملتقى العريق، أضحى امتيازا لشفشاون التي حافظت على استمراريته، وصارت من خلاله تكرم الموروث الغنائي والثقافي ورموزه ورواده ، مؤكدا حرص الوزارة على تكريس الملتقى كعلامة دالة على الهوية والانتماء إلى ثقافة مغربية مخصوصة، وهذا "ما يدفعها للحفاظ على الموروث وصيانته باعتباره تراثا لاماديا لايقدر بثمن ". وأوضح السيد أحمد اليعلاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن انعقاد هذا الملتقى في هذا الموعد يعد إشارة من وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة ، للاعلان على مواصلة العمل الثقافي والاذن بمباشرة الاشتغال في هذا المجال بمختلف الفضاءات الثقافية ، والعودة إلى برامجها القارة من تظاهرات ومهرجانات ". إعلان وأضاف السيد اليعلاوي أن العودة إلى الأنشطة الثقافية "يعطي المديرية عزيمة لمواصلة الاشتغال وفق الامكانيات والبرامج التي وضعت واقترحت في النصف الثاني من هذه السنة ". وتميز اليوم الأول من افتتاح الملتقى الذي كان بصيغة المؤنث، تقديم وصلات قدمها الجوق النسوي للموسيقى الأندلسية برئاسة الفنانة خيرة أفزاز من شفشاون ، فيما استمتع الجمهور الذي واكب وتابع بشغف وتفاعل مدهش فقرات إيقاعية ماتعة استهوته خلالها عروض الأجواق المشهود لها بتجديد طرب الآلة وصيانته، خاصة جوق جمعية روافد للموسيقى الأندلسية برئاسة عمر المتيوي من طنجة، الذي قدم تواشي نوبة الرصد، وهو إبداع جديد يتميز بتسلسل التواشي من توشية النوبة إلى ختام القدام، والتي تم عزفها بعود الرمل، وهو العود المغربي الأصيل، فضلا عن وصلة أخرى في نفس طبع الرصد من انصراف قدام. وبدوره ، قدم جوق عبد الصادق اشقارة برئاسة آية الله عمران اشقارة من تطوان، وصلات أندلسية بصمت ليلة موسيقية نهلت من ريبرتوار تراث الموسيقي الأندلسية والصوفية التي منابعها الزاوية الحراقية والتراث الأندلسي الزاخر ورواده الكبار بمدينة تطوان منبع الأصالة والتراث الأندلسي. من جهة أخرى، وفي فقرة التكريم، وكما جرت العادة في كل دورة في إطار ثقافة الاعتراف، تسلم الفنان عبد الله الفيلالي، والفنانة مجدة الغلولي من شفشاون، أدرع التكريم إضافة إلى هدايا واستحقاقات، تكريما واعترافا بمسارهما الفني، والذي بصماه بتميز في هذا النوع من التراث الأندلسي الغنائي سواء في تكوين أجيال من الشباب في العزف والإنشاد الاندلسيين بالمعهد الموسيقي، أو فرق موسيقية، وأيضا في ترسيخ الدور الأسمى للفنان ووعيه بتسليم المشعل إلى الأجيال اللاحقة بغية الحفاظ على فن عريق لأجل الارتقاء به وتجديده. وتتواصل فعاليات الملتقى ، الذي يختتم يوم الاثنين بصيغة الافتراضي، تنظيم سهرات فنية أندلسية ببث مسجل عبر منصات التواصل الاجتماعي بموقع الوزارة، تحييها فرق وأجواق مغربية من تطوان وتازة والرباط والدار البيضاء وفاس ومكناس وطنجة وسلا ومراكش وشفشاون. وجدير بالذكر، أن ملتقى الأندلسيات بشفشاون إلى جانب مهرجانات أخرى عريقة دأبت مدينة شفشاون على احتضانها ، وأضحت تقليدا سنويا، كما تشكل التظاهرة إحدى أهم المبادرات التي تروم تنمية وتطوير مجموعة من الألوان والأشكال التعبيرية، التي تشكل روافد مهمة في الموروث الثقافي والفني المغربي في التنمية الثقافية والسياحية.