أكد المدير الإقليمي للثقافة بتطوان، أحمد اليعلاوي، أن ملتقى الأندلسيات بشفشاون يعد تظاهرة فنية وثقافية تسعى لصيانة وتطوير موسيقى الآلة الأندلسية باعتبارها موروثا غنائيا وطنيا أصيلا. وأوضح اليعلاوي أن الملتقى، الذي نظم بمبادرة من وزارة الثقافة والاتصال بين 1 و 4 يونيو، يعد من بين أعرق الملتقيات المهتمة بالموسيقى الأندلسية بالمغرب، حيث تأسس قبل 30 سنة، وساهم في حفظ هذا التراث الموسيقي وتطويره ونشره لدى الساكنة.
وأبرز اليعلاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن وزارة الثقافة والاتصال - قطاع الثقافة – تطمح للرقي بالملتقى وتطويره في الدورات المقبلة، وذلك بتوفير إمكانيات ووسائل مادية ولوجيستكية جديدة، مؤكدا على أنه "يحق لساكنة شفشاون أن تؤمن باستمرارية هذه التظاهرة الموسيقية". وفي هذا الصدد، شدد على ضرورة عقد شراكات مع المجالس المنتخبة محليا وإقليميا وجهويا، لاحتضان ورعاية هذا الملتقى لضمان استمراريته، داعيا مختلف الفاعلين الخواص والعموميين للمساهمة في تنظيم الملتقى لتمكينه من تطوير فقراته وإشعاعه عبر استقبال أجواق مرموقة على الصعيد الوطني. اليعلاوي دعا أيضا إلى ضرورة تعزيز دورالجوق الموسيقي بشفشاون في التكوين والتأطير، واستقطاب الرواد والمواهب الناشئة والشباب والمولعين بالطرب الأندلسي.
كما وجه المدير الاقليمي للثقافة بتطوان دعوة إلى الآباء والأمهات بشفشاون إلى الحرص على تسجيل أبنائهم بالمعهد الموسيقي، ليدرسوا الموسيقى والطرب الأندلسي، وفق المنهاج والبرنامج المعتمد في المعاهد الموسيقية، موضحا أن "الناشئة تعد الخلف الذي سيحمل مشعل مواصلة المحافظة على هذا التراث الفني العريق".
وتميزت فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من ملتقى أندلسيات شفشاون، بتقديم عروض عدد من الأجواق المغربية المهتمة بمجال الموسيقى الأندلسية، تناولت نصوصا أدبية وأشعارا صوفية عريقة وأوزانا إيقاعية من نوبة رمل الماية ونوبة الإستهلال ونوبة الأصبهان.
وقد امتلأ مسرح القصبة التاريخي على مدى أربعة أيام، بجمهور متميز وذواق لفن الآلة، أغلبه من النساء الشفشاونيات، اللائي كن يرددن مع الأجواق الأمداح بأصوات رخيمة، أعادت إحياء ليالي الأنس الأندلسية الراقية من خلال سهرات أضفت على الأجواء الرمضانية نسائم روحانية وفنية.
وتناوبت على فقرات الملتقى، ثمانية أجواق يرأسها أساتذة وشيوخ مرموقون من مدن تطوان وفاس وطنجة وشفشاون والرباط والعرائش ومكناس وسلا، كما تميزت هذه الدورة من الملتقى بتنظيم ماستر كلاس في العزف على آلات الإيقاع، أطرها الفنان عبد السلام الإملاحي.
كما عرف الملتقى توزيع جوائز تحفيزية للطاقات الشابة في إطار مسابقة لإبراز المواهب الإبداعية، حيث فاز بالجائزة الأولى في صنف العزف، الشاب طه بن تحايكت، فيما عادت الجائزة الثانية إلى نصير أزماط. بينما عادت الجائزة الأولى في صنف الإنشاد إلى نورة الرحموني، والجائزة الثانية إلى ياسين أهلال، فيما كانت الجائزة الثالثة من نصيب هدى بن يعقوب.