تسلّمت السلطات المغربية اليوم الثلاثاء، من نظيرتها الجزائرية على السّاعة السابعة والنصف بعد الزوال من المركز الحدودي " زوج بغال " جثّة الشهيد عبد المنعم النجّام، أحد الشهداء الأربعة الذين افتقدوا بين صباح اليوم الرابع من رمضان وليلة الخامس منه، وذلك إثر غرق القارب الذي كان يحملهم خلال رحلة الصيد بسبب موجتين متتاليتين تسببتا في قلب المركب الذي كان يحمل سبعة أشخاص، ثلاثة منهم نجوا بقضاء الله وقدره، حيث صمدوا إلى أن تم إنقاذهم بالقرب من شواطئ واد المرصى. ومن المنتظر أن تتوصّل عائلة الشهيد عبد المنعم النجّام بجثمان الفقيد خلال الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 6 غشت، حيث يجري حالياً نقله عبر سيارة إسعاف قادمة من وجدة إلى طنجة. وفي تعليقه عن الحدث صرّح حسن السملالي نائب عمدة طنجة وعضو مجلس مقاطعة طنجةالمدينة أنه بفضل تظافر مجهودات مجموعة من المسؤولين وعلى رأسهم محمد بوهريز، الذي وظّف جميع علاقاته من أجل استرجاع جثمان الشهيد، تمّ التغلب على مجموعة من التعقيدات والإجراءات المسطرية المعقّدة من أجل تمكين عائلة الفقيد من دفنه بالقرب منهم. واستغل السملالي تصريحه لطنجة نيوز لتقديم الشّكر لوزارة الخارجية التي عبّأت أطر القنصلية المغربية " بسيدي بلعبّاس "من أجل إقناع السلطات الجزائرية تسليم الجثة للمغرب، وكذلك المجهود الجبّار الذي بدلته الوزارة المكلّفة بالجالية، والتي تكفلت بكل إجراءات التسليم، إلى جانب تكفّلها بكل مصاريف نقل جثمان الضحية من سيدي بلعبّاس إلى طنجة، مروراً بوجدة. كما زاد ذات المتحدّث أنه يبقى الأمل معلّقاً على الله من أجل التعرّف على مصير البحّارة الثلاثة المفقودين. يذكر أنه قوة التيارات البحرية بعرض المتوسّط عملت على دفع جثة الهالك من رأس مالاباطا حتى الشواطئ الجزائرية خلال رحلة دامت أكثر من 20 يوم. واستطاعت السلطات الجزائرية التعرف على هوية الفقيد بفضل حقيبة من البلاستيك مانعة لتسرّب الماء كانت معلّقة على صدره تحمل بطاقته المهنية وبطاقة التعريف الوطنية. كما علمت طنجة نيوز أن الفقيد ( 30 سنة ) كان يستعدّ للاحتفال بعقد قرانه خلال هذا الشّهر بعد أن تمكن من تحضير كل ما ينبغي من سكن وأثاث، لكن القدر اختار له أن يموت شهيداً. وسيتم أداء صلاة الجنازة يوم الخميس عصراً بجامع محمد الخامس قبل دفنه بمقبرة المجاهدين. وبهذه المناسبة الأليمة تتقدّم أسرة طنجة نيوز بأحرّ التعازي إلى والد الشهيد أحمد النجّام ووالدته رشيدة البدري وإلى زوجته و باقي أفراد أسرته، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.