عبرت عائلة مواطن مغربي عن استيائها من دفن جثة فقيدها في مقبرة مسيحية بضواحي باريسبفرنسا، وعلقت سعيدة شكور، أخت الراحل، عن دفنه في المقبرة المسيحية بأنه "عمل لم يراع الشعور الديني لأهل الفقيد وأبنائه" وطالبت بنقل جثمانه إلى إحدى المقابر التي تضم رفات المسلمين، نزولا عند رغبة أسرته. وكان الراحل فارق الحياة في أحد المستشفيات الفرنسية، الأسبوع الماضي، بسبب مرض ألم به. وجرت إجراءات تسليم الجثة من المستشفى، طبقا للقوانين الفرنسية، كما جرت مراسيم الدفن وفق المساطر المعتادة، إذ نقلت الجثة إلى مقبرة تضم رفات المسيحيين، حيث دفنت. وقال عبد الحكيم العلمي، مقرب من عائلة الهالك في اتصال مع "المغربية"، إن الأسرة أجرت اتصالات بجهات مسؤولة لدى المصالح الإدارية الفرنسية، من أجل إصدار قرار بنقل جثمانه إلى مقبرة المسلمين، أو نقله إلى المغرب، وأضاف أن الأسرة مازالت تنتظر ردا من السلطات الفرنسية. وأكد العلمي، وهو مغربي بالمهجر، أن حالة من الاحتقان والتذمر سادت أسرة الراحل في باريس، خاصة أبناءه وإخوته، وكذا عائلته في المغرب، مشددا على ضرورة إيجاد حل لمشكلة دفن المغاربة في مقابر المسيحيين، وقال إنها ظاهرة أصبحت في تنام مستمر. وأضاف أن عائلات مغربية بدأت التفكير في نقل هذا الموضوع إلى الجمعيات الإسلامية والجمعيات المهتمة بشؤون المهاجرين، خاصة وداديات المغاربة المقيمين بالخارج. تجدر الإشارة إلى أن عمليات دفن المهاجرين الأجانب في فرنسا سواء كانوا من المغرب أو بلدان إسلامية أخرى، أصبح بعضها يجري في مقابر مسيحية لأسباب اجتماعية خاصة، ترتبط بوضعية الهالكين قيد حياتهم، فهم غالبا ما يكونون متزوجين من فرنسيات ويعانون الغربة، وانعدام التواصل مع أهلهم أو أقربائهم. كما أن السلطات الفرنسية تخصص في بعض مقابر مواطنيها المسيحيين أمكنة مخصصة لدفن موتى المسلمين.