تحتضن منطقة زنيد بجماعة أربعاء عياشة (إقليمالعرائش) الدورة الرابعة من مهرجان الفروسية التراثي الدولي (لعبة ماطا) تحت شعار "ماطا .. فضاء القيم والثوابت الروحية". ويهدف هذا المهرجان، الذي تنظمه، الجمعية العلمية العروسية للعمل الإجتماعي والثقافي والمهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونسكو، ما بين 23 و25 ماي الحالي، إلى إبراز الخصوصيات التراثية والتاريخية للعبة الفروسية "ماطا"، كموروث ثقافي متجذر وتظاهرة تنفرد بها قبيلة بني عروس خصوصا ومنطقة جبالة عموما. وقالت رئيسة الجمعية العلمية العروسية للعمل ا?جتماعي والثقافي نبيلة بركة، في ندوة صحافية عقدت أول أمس الاثنين لعرض برنامج هذه التظاهرة، إن هذه الأخيرة تشكل فرصة لاستحضار فضل المغفور لها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أمينة رحمها الله ودورها الكبير في إحياء هذا التراث الثقافي المتميز، مشيرة إلى أن الدورة الرابعة للمهرجان تعكس نضج هذه التظاهرة التي أضحت موعدا ثقافيا دوليا. وأكدت على غنى وتجذر تراث لعبة الفروسية "ماطا"، التي تتضمن أبعادا فنية ورياضية وثقافية وروحية، وتجري بعد فترة الحصاد وتستقطب مشاركين فرسان من مختلف قبائل المنطقة للتنافس على دمية مصنوعة من القصب والثوب. وأشارت إلى أن هذه اللعبة، التي تعتبر الفروسية والبطولة سمتين أساسيتين لها، انتقلت إلى شمال المغرب من آسيا الوسطى على يد القطب الصوفي مولاي عبد السلام بن امشيش العلمي، وهي امتداد مجتمعي للمدرسة الصوفية المشيشية الشاذلية، والتي من مقوماتها ا?ساسية أيضا ترسيخ القيم والثوابت الروحية والوطنية. وأضافت أن هذا التراث أصبح موروثا ثقافيا تتقاسمه قبائل جبالة، ويستقطب الاهتمام أكثر فأكثر بعد انفتاحه على العالم، وهو ما تؤكده المشاركة المهمة في المهرجان لفنانين ومثقفين ومسؤولين وزوار من المغرب وخارجه. من جهته، قال الناطق باسم المهرجان إدريس قريش إن برنامج هذه الدورة يتضمن، بالإضافة إلى المنافسة التقليدية في لعبة الفروسية "ماطا"، عدة أنشطة اجتماعية وثقافية وفنية، بما في ذلك تنظيم معرض للمنتجات المحلية والحرف اليدوية التقليدية لفائدة الجمعيات والتعاونيات المتواجدة بالمنطقة، وندوات فكرية حول الموروث الثقافي والحضاري، وأنشطة أخرى متنوعة مخصصة للأطفال. كما تتميز هذه الدورة، حسب ذات المصدر، بمشاركة وفد من صناع تقليديين وفنانين من الأقاليم الجنوبية للمملكة، بالإضافة إلى مشاركة وفد يمثل الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا كضيف شرف. وحسب المنظمين فقد عرفت الدورة السابقة من المهرجان على مدى ثلاثة أيام حضور حوالي 300 ألف زائر، مشيرين إلى أن الدورة الحالية ستساهم كسابقتها في دعم التنمية المحلية في إطار يجمع بين الأصالة والحداثة. ومن المتوقع أن ينشط فقرات الدورة الرابعة للمهرجان مجموعات فنية وفنانون، من بينهم مغني الراب مسلم، ومجموعة العروسي للطقطوقة الجبلية، ومجموعة المديح والسماع الصوفي التابعة للطريقة المشيشية الشاذلية، بالإضافة إلى مشاركة الثنائي الفكاهي "جمال ونور الدين" والثنائي الهزلي "حسن ومحسن".