قدمت فرقة الطيران البهلواني التابعة للقوات الملكية الجوية "المسيرة الخضراء"، أمس الاثنين، استعراضا جويا باهرا خطف أنظار الجمهور الغفير من ساكنة وزوار الشريط الساحلي لمارتيل والمضيق والريفيين، وذلك بمناسبة الاحتفاء بالذكرى التاسعة عشرة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، على عرش أسلافه المنعمين. وحج إلى موقع العروض آلاف المشاهدين للاستمتاع باللوحات البديعة والحركات الصعبة التي أداها بإتقان كبير ربابنة سرب طائرات فرقة الطيران البهلواني "المسيرة الخضراء"، الذين أبدعوا عرضا حبس أنفاس المشاهدين بالنظر إلى صعوبة الحركات. وقدمت الفرقة، المشهود لها دوليا بمهارة طياريها العالية، في هذا الاستعراض مجموعة من الحركات الالتفافية الجماعية والفردية، وحركات الطيران بالتوازي أو التقاطع، تجاوب معها الجمهور المتتبع بالتصفيق والهتاف تعبيرا عن الإعجاب. وكعادتهم، أبان ربابنة "المسيرة الخضراء" عن تحكم كامل في سرعة واتجاه الطائرات التي رسمت في السماء الصافية لوحات هندسية بديعة، حيث ازدانت سماء المدن التي حظيت بشرف استقبال هذا الاستعراض الجميل المتناهي الدقة والروعة. واشتمل الاستعراض الجوي على لوحات جماعية قامت خلاله الطائرات السبع المشاركة بمجموعة من الحركات الصعبة قبل التحليق على علو منخفض والطيران بشكل دائري وتنفيذ حركة التحليق الصعودي الجماعي ثم الافتراق. وتعاقبت فقرات الاستعراض الجوي بحركات أخرى لا تقل صعوبة من قبيل "الحلقة في المرآة"، وهي لوحة جعلت فرقة الطيران البهلواني "المسيرة الخضراء" تخلد اسمها في كتاب غينس للأرقام القياسية منذ سنوات، تلتها حركة "الحلقة اللولبية". كما قام طيارو سرب فرقة "المسيرة الخضراء "، بإتقان كبير مثير للإعجاب، بعروض فردية ممتعة على علو منخفض وكذا على علو متوسط، حيث برعوا في أداء حركات متنوعة بين الصعود والاستدارة السريعة، والانحراف الصعودي المفاجئ، والدورات البهلوانية الأفقية والعمودية. واختتمت فرقة "المسيرة الخضراء" هذا العرض الجوي الباهر بتقاطعات متعددة ومتشابكة من جميع الجهات، ثم تشكيل لوحة النخلة، قبل القيام بتحليق جماعي قبل الافتراق على شكل مظلة، إعلانا باختتام العرض، الذي تحرص خلاله الفرقة البهلوانية كل سنة على تقديم الجديد. وقد تأسست فرقة الطيران البهلواني "المسيرة الخضراء"، التابعة للقوات الملكية الجوية، سنة 1984 بأمر من صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني، وتعهدها وريث سره جلالة الملك محمد السادس بصابغ عنايته ودعمه المولوي الكريم. وتستعمل فرقة "المسيرة الخضراء" طائرات مصممة خصيصا للطيران الاستعراضي، والمعروفة بقدرة دفعها الكبيرة وقدرتها على القيام بمناورات حادة بشكل سلس. وبرزت الفرقة منذ سنوات عديدة بإبداع لوحات فنية غير مسبوقة في تاريخ الطيران الاستعراضي، مما جعلها بحق إحدى أبرز الفرق الاستعراضية على الصعيد العالمي.