بلغ عدد الحرائق المسجلة على الصعيد الوطني منذ فاتح يناير إلى غاية 25 يوليوز 2018، 78 حريقا اجتاح مساحة 111 هكتارا، 82 بالمائة منها عبارة عن أعشاب ثانوية. وذكر بلاغ للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، اليوم الأربعاء، أن عدد الحرائق عرف خلال هذه السنة انخفاضا بنسبة 55 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية، وبنسبة 57 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية الثلاث، وبنسبة 60 بالمائة مقارنة مع السنوات العشر الماضية. وأضاف البلاغ أن المساحات المحروقة عرفت بدورها انخفاضا كبيرا خلال نفس الفترة من السنة، قدر ب 90 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية، و92 بالمائة مقارنة مع الثلاث سنوات الماضية، و80 بالمئة مقارنة مع السنوات العشر الماضية. وأوضح أن جهاز المراقبة والتدخل، المتعارف عليه ضمن الشركاء بالإنذار الأحمر، لا يزال عند مستواه الأقصى، على اعتبار أن الأيام والأسابيع المقبلة هي فترات الخطر الأكبر لإمكانية اندلاع الحرائق. ودعت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر كافة مستعملي ومرتادي المجالات الغابوية إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم إشعال النار طوال الفترة الصيفية. وحسب التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحريق، تأتي منطقة الرباط-سلا-زعير (الرباط، سلا، خميسات) في مقدمة المناطق المتضررة بمساحة تقدر ب 49 هكتارا (15حريقا)، تليها منطقة الشمال الشرقي (الحسيمة، جرسيف وتازة) بمساحة تقدر ب 12,7 هكتار (12حريقا ). وأشار المصدر ذاته، إلى أن الحرائق التي تمت السيطرة عليها لحد الساعة جاءت نتيجة للتدخل السريع والاستجابة الفورية لحالات الإنذار من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وشركائها (وزارة الداخلية، الدرك الملكي، الوقاية المدنية، القوات المسلحة الملكية، القوات المساعدة، القوات الملكية الجوية، السلطات المحلية، الجماعات المحلية). وأضاف أنه تمت السيطرة على هذه الحرائق أيضا بفضل نجاعة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة حرائق الغابات الموضوعة من قبل المندوبية السامية، التي تقوم على عدة مرتكزات أهمها التدبير الاستباقي لمخاطر حرائق الغابات والتموقع الجيد المسبق لوسائل التدخل البرية والأساطيل الجوية، والتدخل الفوري وتحسيس السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق. وذكر البلاغ بأن برنامج عمل مكافحة حرائق الغابات لهذا الموسم الذي تعتمده المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر يتمحور على الخصوص حول تعزيز الوقاية من خلال التوعية والتجهيز بالمعدات اللازمة وعلاج الغابات، وخرائط التنبؤ بالمخاطر، والتموقع الاستباقي للفرق ونظم الإنذار المبكر من خلال إنشاء شبكة من الدوريات في المناطق الحساسة، إضافة إلى اكتشاف الحريق في الوقت المناسب وتفعيل جهاز التدخل الأرضي والجوي ضد حرائق الغابات. وتعتمد استراتيجية التدخل على نظام ذي ثلاثة مستويات متدرجة، يستند المستوى الأول إلى التدبير السريع، وتدخل مصالح المندوبية من خلال سيارات التدخل الأولي وعناصر الوقاية المدنية، ويتعزز المستوى الثاني، إذا لزم الأمر، من خلال استخدام طائرات "كنادير" و"توربو تراش" لإخماد الحرائق عند اندلاعها، وأيضا من خلال تعزيز تعبئة الفرق الأرضية لاحتواء الحريق وتطويقه وحماية السكان والممتلكات والمعدات الحساسة. أما إذا كان الحريق أكثر خطورة، يضيف البلاغ، فيتم تدخل طائرات من نوع البومباردي 130س، المجهزة خصيصا لمكافحة الحرائق التابعة للقوات الملكية الجوية في المستوى الثالث عن طريق توزيع مواد لمنع أو تأخير تقدم الحرائق وتمكين الفرق الأرضية من السيطرة على مراكز الحرائق.