أعترف أنني من الفاشلين إلى أقصى حد في ترديد أبيات قاعدة "الحنة" في أعراسنا، ودائما أحاول أن أتابع شفاه الرجل المكلف بترديد الأبيات (اللي كايحني ن العروس) لأفهم بالضبط ما يقول فأفشل. وحاولت – أكثر من مرة – أن أسأل أكثر من شخص ممن يبدو عليهم أنهم " يفهمون في هذه الأمور"، لكنني من جديد أعود وأنا أجر أذيال الخيبة. ولازلت لحد اللحظة أرفع التحدي وأسأل عن كلمات هذه الجملة بالضبط : قدمنا سيدنا علي ويا الله... صفة تحكم ال(......) ويا الله .. شني خصو يكون بين قوسين ؟ تا واحد ماعارف. الهلي... العلي... الغالي... كل واحد شني كايقول. أما الصراع من أجل "شكون غا يحني"، فهو صراع لطيف جدا، خصوصا إذا تصادف والتقى اثنان أو أكثر من المرضى بعادة الحنة، والذين لا يتصورون أن ينتزع أحدهم منهم زعامة الجلسة ويعتبرونها مسألة حياة أو موت. وبمجرد ما تبدأ جلسة الحنة في الإعداد تجدهم يجلسون القرفصاء و يضمون إلى صدورهم كل معدات الحرب، أقصد الحنة. حتى لا يتجرأ أي دخيل و ينافسهم في الأداء الفردي أو حتى في إعداد الحنة نفسها.. وهي مسألة لا يقوم بها إلا من رفع عنه القلم، فأن تنافس مثل هؤلاء على الإعداد يعني أن تغامر بحياتك وأن تقع في أخطاء قاتلة ولا تغتفر، كأن تخلط الحنة قبل أن يصل إلى مقطع معين .. أو أن تنسى أن تضع البيضة في وسط الزلافة.. أو ...أو... المهم، سترتكب الكوارث وأنت تحاول أن تثبت أنك رجل تقليدي رغم أنك تلبس الجينز و "البودي".. وطبعا، لا داعي أن تنتظر الرحمة في تلك اللحظة، فعند أول خطأ سينظر لك المنافس بغضب ولن يعلق.. وعند الخطأ الثاني سيتدخل ويصلح لك بعنف.. كن متأكدا أن آثار أظافره ستبقى على كفك لمدة شهر على الأقل... أما لو ارتكبت خطأ ثالثا، فستكون قد حكمت على نفسك بالطرد من أجواء الحنة حيث سيتدخل الجميع و سيقوم المنافس بدفعك بعيدا لأنك توشك على إفساد العرس كله. والعرس هو الحنة. وبدون حنة لن تبكي النساء.. وهل يعقل أن يمضي عرس دون أن تبكي النساء؟!! طبعا مستحيل. خصوصا أن جرعات الحماس تكون "أوفر دوز"، أي مفرطة في الزيادة. مما يجعل الأصوات ترتفع إلى أقصى حد قبل أن ينهي الرجل كلماته، فيضيع المعنى ويضيع التركيز وبدل أن أفهم ما يقول الرجل أحاول أن أتفادى اللكمات والركلات وشلالات اللعاب المتطاير.. هانتوما عارفين دك الحايحا !! المبهج حقا أن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد ويبقى هناك طقس خطير وهام جدا وهو : من يكسر الزلافة؟ وهذه فعلا يتركونها لجيل اليوم الذي يستخدم كل الأسلحة البيضاء والخضراء والزرقاء من أجل السطو على الزلافة والرقص بها فوق الرأس ثم كسرها في الأخير. وحتى هذه فيها خطورة شديدة على الأرواح.. علا دكشي.. حسن لك ربع يدك وتفرج م البعد.. إلا بغيتي دك اللحم والبرقوق تبقالك فكرشك!! عبد الواحد استيتو [email protected]