أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي اسماعيل اليوم صلاة الجمعة بمسجد محمد السادس بالمضيق. وأكد الخطيب في مستهل خطبة الجمعة، أن حسن الخلافة تتجلى في إنجاز الأعمال الصالحات والمحافظة على المقدسات والسعي في مصالح العباد والتخفيف عنهم مما يشكونه من المعاناة وتأميم العيش الكريم لهم، مبرزا أن الخصال الحميدة كلها أسباب الحب والقرب من الله ومن الخلق والنفوس منذ خلقها الله مجبولة على حب من أحسن إليها. وأشار الخطيب إلى أن الله قيض لهذه الأمة الإسلامية رجالا حملوا الأمانة بعد رسولها وكانوا في مستوى المسؤولية، وحققوا لهذه الأمة رغائب وأماني وحافظوا على هذا المد عبر تاريخها ، ولازال ذكرهم يملأ السمع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. واستشهد بنموذج خالد من حسن الخلافة في هذا الكون والذي يتجلى في عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان يتفقد الأرامل والأيتام ويجوب الطرقات وأزقة المدينة بالليل والنهار ينصت إلى أنين المرضى والمحتاجين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، ممن حفظ لهم الإسلام كرامتهم بواجب حق الإنسان على الإنسان والمواطنة. وقال في هذا السياق ، إننا نستلهم ما ورد في خطاب أمير المؤمنين بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، حيث "عقد العزم حفظه الله على صيانة أمر العدل وإصلاح القضاء". وأضاف الخطيب أن عيد الشباب عيد ميمون ، يحتفل به الشعب المغربي هذا اليوم، تخليدا لذكرى ميلاد سيد الشباب وملكهم ، أمير المؤمنين، وسط النبي الأمين، بقية العترة الطاهرة من آل السادة الشرفاء العلويين، احفاد سيدتنا فاطمة الزهراء بنت النبي الأمين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله عزه ونصره وخلد في الصالحات ذكره ومجده. وأوضح أن الشباب ربيع الأمة وعصب الحياة وعدة الكفاح ورجاء المستقبل وأن مصير أي امة في أي دور من أدوار حياتها يتوقف على أفكار شبابها فهم الفجر الطالع يملأ الآفاق والورى بالنور. وأكد ان الشعب المغربي إذ يحتفل اليوم بعيد الشباب عيد ميلاد سيدنا المنصور بالله يستعرض مراحل حياته حفظه الله يوم ان زفت البشرى بميلاده فعمت الشعب المغربي بكامله، واستقبلها بحبور وسرور وحمد الله تعالى العلي القدير على تفتح هذه الزهرة اليانعة من هذه الشجرة الباسقة ، يوم أن ادخله والده المقدس إلى الكتاب ، ورءاه الشعب بين أترابه يردد آيات بينات من سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحا مبينا...). وفي هذا السياق، قال الخطيب "ها نحن أمة سعيدة بإمامته العظمى وإمارته المثلى ، يعظم القرآن ويخشع له ويستلهم من القرآن في أعمال الخير ، لأن مقاصد كتاب الله العزيز كلها إنما تتحقق بإسداء الخير للشعب في أمنه ومعيشته ورقيه وكرامته، وهكذا نعم الشعب المغربي في هذه السنوات العشر من حكم سيدنا المنصور بالله أدام الله بقاءه وعزه ونصره، بمنجزات عظام غيرت وجه المغرب". وتطرق الخطيب إلى موضوع شهر رمضان الأبرك، مشيرا إلى أن هذا الشهر شهر كريم جمع فيه الله تعالى من الفضائل والمزايا ما انفرد به عن باقي الأزمان والشهور وهو شهر الذكريات العظام لما لهذا الدين من أيام. وابتهل الخطيب في الختام إلى العلي القدير بأن ينصر أمير المؤمنين وحامي حمة الملة والدين ، جلالة الملك محمد السادس، وأن يجعل كل عسير لديه يسيرا ، وأن يتوج الله اعماله ويحقق مطامحه وأماله، ويحفظه بما حفظ الذكر الحكيم وان يديمه لشعبه حاميا للملة والدين وينفي عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. كما ابتهل الخطيب إلى العلي القدير بأن يبارك في ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وأن ينبته نباتا حسنا في عز والده وصولته، وأن يشد أزر جلالته بشقيقه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وتضرع إلى الله عز وجل بأن يمطر شآبيب الرحمة والغفران على روح الملكين العظيمين صاحب الجلالة الملك محمد الخامس وصاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، وأن يجعلهما في أعلى عليين مع من أنعمت عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا.