أصدر مركز ابن بطوطة للدراسات وابحاث التنمية المحلية، أمس الإثنين، بيان بخصوص حرائق محمية السلوقية بطنجة. فيما يلي نص البيان: اهتزت مدينة طنجة نهاية هذا الاسبوع 1 و2 يوليوز 2017 على وقع كارثة بيئية من العيار الخطير جدا، فكان من اللا زم على كل متتبع وفاعل في مجال تدبير الشأن المحلي والبيئي تتبعا وتقييما وترافعا، أن يقف على ما يقع من حرائق مهولة لم يتم اطفائها الى حد كتابة البيان وهو ما ينبأ عن اندحار آخر محمية طبيعية في جهة طنجة بعد ان تراجعت المساحات الغابوية بشكل رهيب في السنوات الاخيرة نتاجا للحرائق او اقتطاع البناء العشوائي والراقي لجزء من الاراضي التي كانت غابوية فيما مضى، ومعه كان من الواجب على مركز ابن بطوطة للدراسات وابحاث التنمية المحلية أن يقوم بجرد المعطيات وتتبع السياسات بما يخص الحرائق ووضعية المحمية والغابات المجاورة ودق ناقوس الخطر عندما تبين أن المعطيات المستقاة تفيد بكارثة بيئية ستأثر على المنطقة بكاملها لسنوات قادمة. وبه وجب التذكير أن ما يميز مدينة طنجة، كان دائما موقعها الجغرافي ومناخها المعتدل والذي جعلها محاطة بالغابات الغناء والتي تساهم في امتصاص التلوث حيث تعتبر بحق رئة مدينة طنجة، غير أن هاته الوضعية الخاصة أصبحت مهددة بفعل معدل الحرائق التي يتم تسجيلها كل سنة والتي تبقى سبل مواجهتها جد محدودة وغير كافية بالمرة مما يجعل غابات طنجة تتآكل كل سنة ومهددة بالاندثار. وتمثل المساحة الغابوية بمنطقة طنجة حوالي 21 ألف هكتارا، وتتوزع بين طنجة و المنزلة و دار الشاوي، وتختلف من حيث موقعها ما بين الغابات الحضرية بيرديكاريس ،كاب سبارطيل ، غابة الرهراه ، فدان شابو و الغابات شبه الحضرية كالغابة الديبلوماسية، هاته الأخيرة فقط فقدت نصف مساحتها في 10سنوات الاخيرة، وظل أهم تهديد للغابات الحضرية ملكية العقارات الغابوية للخواص ، وهو ما عملت مندوبية المياه والغابات بطنجة على تصحيحه بواسطة عملية التحديد الغابوي الاخيرة والتي خلفت احتجاجات في صفوف المنعشين العقاريين السريين والمجزئين مما يجعلنا نتوجس من خلفية الحرائق التي تعرفها غابات طنجة اليوم، خصوصا غابة مديونة. وعليه ومن موقعنا كفاعليين مدنيين وانطلاقا من الأدوار الدستورية التي نضطلع بها في إطار تتبع وتقييم السياسات العمومية والمحلية فإننا نرفع التوصيات التالية للجهات المسؤولة لاتخاذ اللازم: فتح تحقيق قضائي حول أسباب اندلاع هاته الحرائق والتي أدت الى افحام أزيد من 150 هكتار من غابات دانبو، مديونة،اشقار ،سلوقية ....حتى الآن ، والمتابعة القضائية للمتورطين. الإسراع بإتمام نزع ملكية المناطق الغابوية وتحفيظها لصالح المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وتضمين هاته الوضعية القانونية في كل المخططات والتصاميم ذات الصلة. إحداث شركة للتنمية المحلية من أجل تنظيف سنوي للمحمية الطبيعية وإحداث التجهيزات اللازمة بها من أجل حمايتها من الحرائق السنوية التي تعرفها المنطقة. الالتزام الفوري ببرنامج مشترك لإعادة تأهيل المساحات المحروقة وإعادة غرس الاشجار بها. وعليه فإن المسؤولية جسيمة والاخطار محدقة بغابات طنجة، فلدى نهيب بالسيد والي طنجة وعمدتها وبمسؤولي المصالح الخارجية ذات الصلة وبفعاليات المجتمع المدني وبالمواطنين كل حسب اختصاصاته أن يعمد الى انقاذ محمية السلوقية .... الآن. الامضاء: مركز ابن بطوطة للدراسات وابحاث التنمية المحلية