أكد المشاركون في الورشة العلمية حول المياه الجوفية بحوض اللوكوس، اليوم الثلاثاء بالمضيق، أن المخزون المائي الجوفي بالحوض يعتبر "استراتيجيا ومهما" بالرغم من أنه لا يشكل سوى 5 في المائة من مجموع الواردات المائية التي تبلغ حوالي ملياري متر مكعب سنويا. وأبرزت العروض والمداخلات خلال هذه التظاهرة، التي نظمتها وكالة الحوض المائي اللوكوس بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للماء، أن الاستغلال المفرط والتلوث وتعاقب سنوات الجفاف وتسرب مياه البحر إلى طبقات المياه الجوفية الساحلية، بالإضافة إلى التغيرات المناخية، كلها عوامل تؤدي إلى زيادة الضغط على المياه الجوفية، بل وأصبحت تدق ناقوس الخطر حول هذا المورد الاستراتيجي. وسجل المتدخلون أن حجم الاستعمال الحالي للمياه الجوفية بحوض اللوكوس يبلغ 130 مليون متر مكعب سنويا، منها 92 مليون متر مكعب يتم إستغلالها في مجال السقي الفلاحي، والتي تشكل 26 في المائة من مجموع المياه المستعملة في الري، و38 مليون متر مكعب موجهة لمياه الشرب والاستغلال الصناعي. وذكرت العروض أن المياه الجوفية بالحوض المائي اللوكوس موزعة بشكل غير متكافئ، إذ يشكل حوض اللوكوس والحوض الغربي 80 في المائة من موارد ومخزون المياه الجوفية بالجهة. ونبهت المداخلات إلى التلوث التي بدأ يظهر على بعض الفرشات المائية، خاصة الفرشة المائية الرمل، وذلك نتيجة الاستعمال المفرط للأسمدة الكيماوية والمبيدات، بسبب النشاط الفلاحي المكثف بها، كما أشارت إلى انخفاض مستوى الفرشة المائية النكور بسبب الاستغلال المفرط. وأبرزت رئيسة قسم الملك العمومي المائي بوكالة الحوض المائي اللوكوس، نرجس العمارتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة العلمية تقليد سنوي دأبت وكالة الحوض المائي اللوكوس على تنظيمه بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للماء، حيث اختير له موضوع "المياه الجوفية : جعل غير المرئي مرئي". وأضافت العمارتي، أن اللقاء، الذي عرف مشاركة مجموعة من الخبراء والأكاديميين والمتدخلين الرسميين والمؤسساتيين في المجال المائي، تطرق لأشكالية الحفاظ على الموروث المائي، والتدابير التنظيمية والتقنية للمساهمة في التدبير المعقلن لهذه الموارد وضمان استدامتها، وتوحيد جهود جميع المتدخلين للحفاظ عليها، ومواجهة الضغط الذي تتعرض له. وشددت على ضرورة العمل على إيجاد المقاربات والحلول المثالية للحفاظ على المياه الجوفية، التي أصبحت تعاني من الاستغلال المفرط وغير العقلاني.