احتضنت مدينة طنجة، أمس الثلاثاء، لقاء حول استراتيجية تنمية قطاع النسيج والخياطة بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، والإجراءات التي يتعين اتخاذها من أجل تعزيز تطوير القطاع والارتقاء بتنافسيته على الصعيد الدولي. وناقش اللقاء، الذي تم تنظيمه بمبادرة من غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، بشراكة مع المندوبية الجهوية للتجارة والصناعة بطنجة، وجمعية المنطقة الصناعية بطنجة وجمعية المنطقة الصناعية المجد وجمعية مستثمري المنطقة الحرة لطنجة والاتحاد العام لمقاولات المغرب-فرع الشمال، والجمعية المغربية لصناعة النسيج والخياطة بالجهة، تحت موضوع "قطاع النسيج والملابس: أية آفاق لتطوير هذا القطاع في جهة طنجة -تطوان-الحسيمة ؟"، واقع وآفاق تطوير قطاع النسيج والملابس على المستويين الوطني والجهوي. وفي هذا الإطار،قال رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عمر مورو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مناخ الاستثمار الجيد الذي يوفره المغرب، والسياسة الصناعية الجديدة وتكريس البعد الجهوي الذي ينهجه المغرب تعد عوامل إيجابية لكسب رهان التنافسية وخلق فرص الشغل، مبرزا أهمية قطاع النسيج والخياطة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والرفع من مستوى الصادرات. وأوضح أن اللقاء، الذي يشارك فيه مهنيون ومقاولون وفاعلون سوسيو اقتصاديون، يندرج في إطار سلسلة اللقاءات المهنية التي يسعى من خلالها مكتب الغرفة إلى الانفتاح على مختلف القطاعات الممثلة داخل المؤسسة، والبحث عن الحلول للإكراهات التي تواجهها عبر تعميق النقاش والإصغاء لمقترحات مختلف الفاعلين الاقتصاديين. وأضاف أن التحديات المطروحة تستوجب تضافر جهود جميع الفاعلين، بالإضافة إلى الوحدات الصناعية البالغ عددها بالجهة نحو 471 وحدة، من أجل تأهيل قطاع النسيج والاستثمار في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية وخلق علامات تجارية مغربية على شاكلة الاقلاع الصناعي الذي عرفته بعض بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وشدد السيد مورو على ضرورة دراسة الامكانيات المتاحة بالسوق الافريقية واستثمار المجهودات التي يقوم بها المغرب في إطار تعاون جنوب-جنوب، وخلق عرض مندمج لصناعات النسيج بالجهة يشمل العقار الصناعي والخدمات الإدارية والتقنية واللوجستية مع إدماج القطاع غير المهيكل. من جهته، ذكر رئيس الجمعية المغربية لصناعة النسيج والخياطة لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، الميموني جمال الدين، في تصريح مماثل، أن مشروع إنشاء منطقة صناعية مندمجة لصناعة النسيج والخياطة، الذي يندرج في إطار مشروع طنجة الكبرى، يروم تأهيل القطاع لتجاوز الصعوبات التي يواجهها قطاع النسيج، خاصة في ظل التحولات العالمية الكبرى التي تفرض كسب التحديات المستقبلية عبر تعزيز تنافسية قطاع النسيج الوطني على المستوى الدولي، وتطوير الابتكار والعروض، مشددا على ضرورة خلق هوية مغربية لمواجهة التحديات وفرض مكانة البلد كفاعل وليس كفضاء للمناولة. ويشغل قطاع النسيج بالمغرب حوالي 175 ألف شخص، أي ما يعادل 40 في المائة من مناصب الشغل التي يوفرها القطاع الصناعي الوطني، وهو ما يجعله أول قطاع مشغل في المغرب، علاوة على مساهمته ب 24 في المائة من مجموع الصادرات الوطنية، وب 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، علما بأن رقم معاملات صادراته بلغ 4ر31 مليار درهم في 2014، في حين بلغ رقم معاملات السوق المحلية 45 مليار درهم في 2015.