– متابعة (أصيلة): انكب على مدى يومين بمدينة أصيلة، ثلة من المؤرخين والنقاد، على مناقشة مسارات الفن التشكيلي العربي المعاصر، من خلال تسليط الضوء على التطورات التي عرفها هذا الفن في العقدين الأخيرين، وذلك في إطار ندوة " الفن التشكيلي العربي المعاصر: الرهانات والتحديات"، المنظمة ضمن فعاليات جامعة المعتمد بن عباد في إطار موسم أصيلة الثقافي الدولي. وجاء اختيار موضوع هذه الندوة، حسب الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، إلى "الوضع الصادم الكارثي" لعدد من البلدان خاصة في المشرق العربي، والتي يعد الفنان أول المتأثرين بها، وإلى المخاضات التي تمر منها هذه البلدان خاصة أن الفن يشهد تطورات في العالم المتقدم. وطرح مختلف المتدخلين خلال هذه الندوة التي احتضن جلساتها الثلاثة مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، مختلف الإشكالات التي يواجهها الفن التشكيلي المعاصر، وذلك من خلال أربعة محاور، وهي الفن العربي بين حرية الإبداع وحرية المبدع، والفن العربي المعاصر ومؤسساته ووسائطه، ورهانات التجديد في الفن العربي المعاصر، والفن العربي المعاصر بين الذاكرة والتاريخ. وطرح الناقد الفني البحريني، محمد الخزاعي، سؤال علاقة الأعمال الفنية القديمة، خاصة النحتية منها، بالديانات في العصور السحيقة، مقدما نموذج حضارة دلمون في البحرين القديمة التي عرفت صناعة الأختام وكذا التماثيل التي توقفت بتحريم الدين الإسلامي لعبادة الأوثان، وازدهار فنون الزخرفة والمعمار والخط العربي. ورأت رشيدة التريكي، الناقدة الفنية التونسية، رئيسة الجمعية التونسية للإنشاءات والجماليات، أن الحرية والإبداع متلازمان، مشيرة إلى محاولات لتوقع التأثيرات الجمالية والاجتماعية للحراك التونسي على العمل الفني ودعم شفافية المشاريع الثقافية وحرية الفن والإبداع والشباب والمنظمات غير الحكومية. كما تناول المؤرخ إبراهيم العلوي، مفهوم الفن المعاصر وعلاقته بالفن الحديث، مشيرا إلى أنه ما زال مطروحا في البلاد العربية كتابة ومراجعة كتابة تاريخ الفن الحديث والمعاصر "ذي الملامح المتذبذبة"، على غرار سعي متحف قطر كتابة موسوعة للفن العربي الحديث على الإنترنت، استنادا إلى أساس نظري مشترك. وتحدث العلوي، الذي يشغل مديرا لمتحف آرتموس بباريس ، الذي كان مسؤولا عن الفن بمعهد العالم العربي باريس، عن العودة إلى الحداثة، مستعرضا تجربة مصر في بداية القرن العشرين مع مدرسة الفنون التي كونت أجيالا من الفنانين المصريين والعرب، ومن ضمنهم النحات محمود مختار، صاحب تمثال "نهضة مصر".