من تطوان: تشهد الشواطئ الشمالية من طنجة غربا إلى اخر نقطة من سواحل شفشاون شرقا توافد اعداد هائلة من المصطافين المغاربة من وسط المغرب أو "الداخل" كما يعرفون عند أهل الشمال الذين يستعملون هذا المصطلح "المقبول" للتفرقة بين الشماليين والمغاربة القادمين من مدن المغرب النافع بدل "العروبية" التي يستعمله بعض الشماليين أصحاب النزعة العنصرية. هذا التوافد الكبير للاصطياف والاستمتاع بجمالية شواطئ الشمال من مغاربة "الداخل" خلق "ظواهر" عديدة لم يعهدها الانسان الشمالي من قبل في شواطئه وفي سلوكاته اليومية، وهو ما دفع ببعض الشماليين إلى رفض هذه الظواهر وإطلاق بعض الصفات العنصرية على هؤلاء "العروبية" كنوع من الرفض ل"ظواهرهم" التي أتوا بها إلى الشمال حسب تعبير السابقين. في هذا الربورطاج تنقل "طنجة 24" تصريحات ووجهة نظر فئة عريضة تستعمل اللهجة العنصرية في التعبير عن نوع من الرفض يدخل ضمن حالة "عنصرية" تستمر طيلة موسم الصيف بين سكان الشمال والمصطافين الوافدين، وهي حالة ارتأت "طنجة 24" نقلها جافة لتقريب الصورة الحقيقية لهذه "العنصرية". "العروبي".. هو قلة الحياء بلهجة عنصرية شديدة تحدث ل"طنجة 24" مجموعة من الشباب في شاطئ المضيق ممن لا يجدون أي حرج في وصف أنفسهم بالعنصريين اتجاه اخوانهم من المغاربة، مصرين على أن هؤلاء تسببوا في افساد الكثير من الشباب "الشمالي" بسبب "قلة حيائهم". يقول محمد، أ بصوت يمتزج بنبرة الغضب "العوربية معندومش الحيا"، يشير بيده صوب مجموعة من الشباب "العروبي" الذين يسبحون في جماعات، "انظر .. يسبحون مع البنات ويتصرفون كأنهم في بلد أوروبي.. ويتحرشون بالفتيات دون خجل من آبائهم". "والفضيع في الأمر" يقول صديق بجانب محمد " العروبية يأتون إلى الشمال مجموعات اسرية وينزلون إلى الشاطئ ويقومون بتصرفات لا علاقة لها بالأخلاق، كأن يسبح الزوج باللباس الداخلي "السليب" أمام ابنائه أو يسبح البنات والذكور شبه عراة أمام بعضهم البعض وهذا يعد أمرا غير مقبول لدى الأسر الشمالية". في السياق ذاته أضاف أحد أفراد هذه المجموعة قائلا" أسرنا لم تعد تنزل إلى شاطئ المضيق منذ زمن بعيد بسبب هؤلاء "العروبية" الذي لا يعرفون للحياء معنى، كيف أقبل أن تكون أمي جالسة في الشاطئ و"شعيبة" يسبح ب"السليب" بالقرب منها " ينهي كلامه الاستهزائي فيطلق قهقهة يتبعه فيها أصدقائه. السكر والجنس أمام الملأ هذه المرة كانت الوجهة شاطئ مرتيل الذي يعد من اكثر الشواطئ اكتظاظا بالمصطافين في شمال المغرب خلال موسم الصيف. بهذه المدينة استهجن مجموعة من المواطنين هذه السنة وإلى جانبهم بعض فعاليات المجتمع المدني انتشار بعض الظواهر غير المقبولة على طول الكورنيش وشاطئ مرتيل، كالسكر العلني ليلا وأمام أعين المارة والمصطافين حيث كان فضاء الكورنيش مسرحا للعديد من الحالات منذ أسابيع من انطلاق موسم الاصطياف. كما لوحظ بشكل فاضح انتشار بعض التصرفات غير الأخلاقية على الشاطئ كقيام بعض الاشخاص بشكل علني بتبادل القبل مع الفتيات إضافة إلى سلوكات تحمل ايحاءات جنسية، وذلك أمام أنظار المصطافين. ولم يتردد مجموعة من شباب مرتيل في تصريح ل"طنجة 24" في اتهام ما يطلقون عليهم اسم "العروبية" بالتسبب في هذه الظواهر غير الأخلاقية على شاطئ مرتيل، نفين بشكل مطلق أن يكون ذلك صادرا عن الشماليين أصحاب "البلد". شبح "العروبية" يجتاح الجميع بعيدا عن مدينة تطوان جهة الشرق كان المكان هذه المرة شاطئ واد لو المدينة الصغيرة التابعة لإقليم تطوان ذات شريط ساحلي طويل يشهد اكتظاظا غير مسبوق في السنوات الاخيرة. في واد لو أيضا شهدت حالة الرفض لبعض سلوكات أهل "الداخل" مبلغا كبيرا باعتبار هذه المنطقة تعد من المناطق المحافظة التي ظلت لسنوات منغلقة على ذاتها. في السنة الماضية كان قد خرج المئات من ساكنة واد لو محتجة على ما وصفوه بكثرة "العري" لدى المصطافين وتصرفات " قلة الحيا" التي تصدر منهم، وهو الأمر نفسه تجدد هذه السنة وإن لم يصل إلى درجة الخروج في مظاهرات احتجاجية. "العروبية خنزو الدنيا" هكذا صرح أحد الشباب من ساكنة واد لو قبل أن يضيف بأن ساكنة واد لو لم تكن ترى هذه الأمور في شاطئها في السنوات الماضية مثلما يحدث الآن، ثم يضيف صديق له وهو يلعن الاصلاحات التي همت الطريق التي تربط بين تطوان وواد لو معتبرا أنها السبب في قدوم هؤلاء "العروبية". الحق يقال فاعل مدني في تطوان رفض أن يذكر اسمه في هذا الجدال العنصري صرح بأن هناك حقائق يجب ان تقال بشأن هذه القضية، وهي أن هذه "الظواهر" فعلا دخيلة على أهل الشمال إذ أن ما يُرى على الشواطئ الشمالية من طنجة إلى تطوان وحتى الجهة الشرقية لم يكن في السنوات السابقة. ويضيف المتحدث ذاته أن الدليل على هذا الكلام هو هناك بعض القرى الساحلية التابعة لإقليم شفشاون البعيدة لا زالت تتسم بخاصية "العفة" إذ يرفض السكان بشكل قاطع أن تقوم فتاة أو سيدة بالسباحة بلباس "البيكيني" ويمنعون ذلك بالقوة، لكن هذا الأمر اندثر في السنوات الاخيرة في شواطئ طنجة وتطون وبعض من شواطئ شفشاون. "وهذا التغير الذي حدث بشواطئ الشمال لم يحدث من طرف سكانه بل من الوافدين للاصطياف، الأمر الذي دفع للأسف الشديد بعض الاشخاص وخاصة الشباب من الشماليين إلى اتهام أولئك بالتسبب في ما يرونه تصرفات وسلوكات غير أخلاقية وتوصيفهم بأوصاف عنصرية لا يجب أن تصدر منهم" يقول المتحدث نفسه منهيا كلامه بخصوص هذا الجدال.