– عصام الأحمدي: تنعكس الأجواء الصيفية على طقوس وأجواء شهر رمضان المبارك في مدينة طنجة، حيث يلجأ العديد من السكان، من أجل تلطيف هذه الأجواء الحارة، إلى تناول وجبة الإفطار، في فضاءات الهواء الطلق، وإمضاء لحظات سمر مع الأصدقاء والأقارب خارج المنازل. وتشتهر عدة فضاءات في طنجة خلال شهر رمضان، بأنها محج العديد من الأسر وجماعات الأصدقاء، من أجل تناول وجبة الإفطار، ومن أكثر الأمكنة التي يقصدها سكان طنجة، خلال هذه المناسبة، يوجد مقهى الحافة الشهير، وكورنيش مرقالة، بالإضافة إلى العديد من المنتزهات من قبيل الرميلات وأشقار والمنار، وغيرها من الفضاءات التي تتحول إلى وجهة رئيسية مع اقتراب أذان المغرب. في مقهى الحافة برمزيته التاريخية وموقعه الفريد ، يختار بلال وسفيان وياسين، ثلاثة شباب، أمكنتهم حول إحدى الطاولات الإسمنتية، ويبدأون في ترتيب ما جلبوه معهم من مأكولات وعصائر، ستشكل وجبة إفطارهم في هذا المساء الرمضاني،"الإفطار في هذا المكان له نكهة خاصة، غروب الشمس، ومرأى أمواج البحر، إنها أجواء شاعرية جميلة"، يصف بلال أجواء الإفطار في الهواء الطلق بمقهى الحافة. مع دنو الشمس شيئا فشيئا من المغيب، تتسارع أيضا عقارب الساعة في اتجاه الوقت المحدد لآذان المغرب، ومعها يستمر توافد مجموعات من الشباب والشابات على مقهى الحافة، الكل يلتفت يمينا ويسارا بحثا عن مكان مطل على كورنيش مرقالة، الذي تبدو فيه حركة السيارات والمشائين، قد بدأت تخف تدريجيا، وفيه يبدو أيضا مجموعة من الأشخاص وقد وضعوا آخر الترتيبات لتناول وجبة الإفطار في هذا المكان، من خلال نصب طاولات وكراسي بغية لم شملهم حول مائدة إفطار رمضاني على إيقاع هدير أمواج الشاطئ. "عادة ما نقوم بتحضير وجبة الإفطار في البيت بغاية حملها معنا إلى هذا المكان"، تتحدث خولة، إحدى مرتادات مقهى الحافة، عن اعتيادها هي وصديقاتها تناول وجبة الإفطار الرمضانية في هذا الفضاء الجميل، ثم تضيف "إنها الطريقة المثلى للتعويض عن رتابة البيت والعمل، فبدلا من الجلوس بجانب التلفزيون أو الاسترخاء، يبقى هذا أفضل خيار يمكن اللجوء إليه". يرتفع صوت أذان لا يكاد يصل إلى مسامع أغلب رواد مقهى الحافة بسبب أصوات الأحاديث الثنائية والجماعية، إنه وقت نهاية زمن الصوم المحدد من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، أضواء باخرة تعبر المضيق تلوح من بعيد، الأحاديث في المقهى لا تنقطع بالرغم من انهماك الجميع في مأكلهم ومشربهم، بينما يبدأ النادل في الطواف على رواد المقهى بأكواب شاي منعنع، بعد أن تناول وجبته بشكل سريع، حتى يتفرغ لتقديم خدمات المقهى.. أجواء تستمر لبعض الوقت إلى أن يرخي الليل سدوله على المكان، قبل أن يبدأ البعض في الانصراف استعدادا للالتحاق بصلاتي العشاء والتراويح، على أن يتم استئناف شوط آخر من الاستمتاع بأجواء السمر الرمضاني، في فضاءات وأماكن أخرى.