كؤوس الشاي في مدينة أصيلة هي الأخرى تكتسي نكهة خاصة تميزها عن مثيلاتها في مختلف المواسم والمناطق المغربية، تميُّز ما كان ليظهر لولا لمسات "محمد الغول" الذي دأب منذ التحاقه كموظف بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، على مواصلة إبداعاته في "صنعة" كؤوس الشاي الزيلاشي الفريدة من نوعها، كما يصفها. الزيلاشيون وعموم زوار المدينة يتعمدون مناداته من باب المزاح ب"الغول"، وهذه الكنية ما هي إلا الشق الثاني من الاسم الكامل ل"محمد"، الذي لم يسبق له ان أبدى أي تذمر من هذه الطريقة في المزاح، "فعلا أنا هو الغول.. وإذا لم تروا من قبل غولا يعد الشاي ! فتعالوا إلى مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية"، هكذا يعبر "محمد" عن افتخاره بكنيته العائلية، ويرد حتى على المبالغين في المزاح معه بكل مرح ورحابة صدر أكسباه محبة كل أصدقائه ورواد مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية. في باحة المركز الموجود عند مدخل المدينة القديمة لأصيلة، يبدو محمد الغول في كامل حيويته ونشاطه، وهو يهيئ الفضاء لاستقبال ضيوف الندوة الجارية أشغالها في هذه اللحظات، فاستراحة الشاي البينية، هي مناسبة لكل الضيوف لتذوق الشاي الزيلاشي، الذي يعده الغول خصيصا لهم. شخصيات من مختلف بقاع العالم تذوقت النكهة الفريدة للشاي الزيلاشي في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، حسب ما يصرح به "الغول"، فكؤوس الشاي الأخضر أو الأسود التي يتم إعدادها في هذا الفضاء، شربها فيليبو غوانزاليس، وكوفي عنان، وميغيل أنخيل موراتينوس، ولويث رودريغيث ثابثيرو،، وارتشفها أيضا كل من الطيب صالح، وبلند الحيدري، وأحمد ماهر، وغيرهم كثير من السياسيين والديبلوماسيين والفنانين والمفكرين المغاربة والأجانب. حكاية الشاي في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، يختصرها "الغول" في كونها ثمرة "صنعة" تعلمها في سن مبكرة، نعم صنعة خاصة، وفق التعبير الذي استعمله "الغول" في حديثه عن هذا المشروب الزيلاشي الفريد، ويضيف الغول موضحا "عندما كنت صغيرا كنت اعمل مساعدا لمواطن مغربي يدعى علال، وكان يلقب بخوانيتو، خلال عمله بدار إسبانيا في أصيلة"، ثم يستطرد "واليوم هانتم كاتشوفو، الزوار ديال أصيلة ما كايجيوشي فقط لحضور الندوات، ولكن أيضا باش يشربو هاد الكيسان ديال اتاي". ينتهي الزمن المخصص للجلسة الأولى للندوة في قاعة مركز الحسن الثاني، يتوجه بعدها ضيوف أصيلة لأخذ أماكنهم في باحة المركز، منتظرين وصول "الغول" إلى طاولتهم حاملا بإحدى يديه صينية بها عدد من الأكواب، وممسكا إبريق شاي باليد الأخرى. تتصاعد أصوات النقاشات وسط فضاء باحة مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ويتصاعد معها أيضا صوت انسكاب الشاي المنسكب وسط الأكواب الفارغة التي تتصاعد منها "رغوة" تزيد شهية الضيوف على الإقبال على "كياسن أتاي ديال الغول".