شكلت منظمة 23 مارس موضوع عدد خاص للمجلة المغربية الشهرية "زمان تاريخ المغرب" التي سلطت الضوء على سير هذه الحركة وطريقة عملها وتمويلها والحياة اليومية لمناضليها. "23 مارس التاريخ السري لمنظمة ثورية"٬ هو عنوان العدد الخاص الذي اختارته المجلة لهذا الملف الذي انغمس في كواليس هذه المنظمة السرية ليقدم للجمهور العريض معلومات مفصلة عن هذه الحركة . ويتوزع هذا الملف على 16 صفحة تعالج خمسة جوانب يسلط أولها الضوء على بنية المشروع الثوري الذي حملته منظمة 23 مارس ٬ كاشفا بالمناسبة خبايا هذا التنظيم والحياة اليومية لمناضليه الذين جعلوا من العمل السري خيارهم الأسمى. وبدأت المجلة بشرح أصل اسم المنظمة للأجيال الشابة قبل أن تدقق في كل الجوانب المتصلة بشروط الانخراط في خلايا الحركة وتنظيمها الهيكلي ورموزها. أما الجانب الثاني٬ فيكشف عن وسائل وطرق تمويل المنظمة بفضل شهادات مسؤولين سابقين في 23 مارس الذين كشفوا عن بعض جوانب البنية السرية للحركة. فقد صرح زعيم سابق للمنظمة للمجلة أن هذه الحركة٬ التي امتنعت عن تلقي أي مساعدات خارجية حرصا على استقلاليتها والتي كانت تضم في عضويتها طيلة منتصف السبعينيات حوالي 1500 منخرط ومتعاطف نشيط بالمغرب وكذا بعض مئات الأعضاء بفرنسا٬ لم تكن تتوفر سوى "على ميزانية صغيرة مقارنة بحركة 'إلى الأمام' مثلا ". وأضاف أن القسط الأكبر من الموارد المالية كان يأتي من المنخرطين الذين كانوا يؤدون اشتراكا شهريا من رواتبهم . وتم تخصيص الجوانب الثلاثة كلها لمؤسسي الحركة٬ الذين خاضوا٬ ك"حاملين لمبادئ طوباوية"٬ معارك غير متكافئة . وهكذا أوردت المجلة روايات حياة محمد بنسعيد آيت يدر٬ وهو أحد أقدم العاملين في السرية الذي كشف ل"زمان" الطريق الذي قاده من المقاومة المسلحة إلى العمل الثوري .كما خص ثلاثة أعضاء بالمكتب السياسي ل 23 مارس٬ الذين كان مبحوثا عنهم من قبل الشرطة٬ المجلة برواية رحلتهم السرية التي قادتهم من المغرب إلى فرنسا مرورا بالجزائر. واهتمت المجلة بحياة المناضل حسين كوار٬ رجل المهام الصعبة٬ الذي كرس شبابه للمد الثوري قبل أن يبدأ مسارا سياسيا متميزا حظي بإشادة الدولة عند وفاته.