طنجة أصبحت بالفعل موطنا لكل العجائب و الغرائب و فضاء مفتوحا لتجريب كل أنواع الحيل لأجل الإسترزاق و نهب المال العام و السطو على الممتلكات العامة في واضحة النهار عوض ظلمة الليل، والإحتراف و التفنن في قلب الحقائق و جعل السطو على مقدرات الشعب أمرا واقعا " و لي ماعجبوا حال يشرب الما د البحار " لكن حذاري من نفاذ صبر هذا الشعب . لقد تهنا وسط زحام الخروقات و سوء التسيير للشأن العام المحلي في غياب الحكامة و ربط المسؤولية بالمحاسبة و كثرت لجن التفتيش دون جدوى ، و ما يمكن أن أخبر به الرأي العام بطنجة و الرأي العام بالمغرب هو وقوع حادث احتراق حافلة أوطاسا يوم 6 فبراير 2013 قرب قصر الضيافة في مدخل حي طنجة البالية بمنطقة ملابطا ،حيث شب حريق في محركها مما جعل التلاميذ الراكبين فيها و الذين يدرسون أغلبيتهم في ثانوية عبد الخالق الطريس يسارعون للنزول للنجاة بأرواحهم ، و خاصة و أن حافلتين سبقا أن احترقتا أسابيع قليلة قبل ذلك في حي السانية، و هذا ما تسبب في إصابات العشرات من التلاميذ بإصابات متفاوتة كان أخطرها هو إصابات بليغة لثلاث تلميذات إحداهن أصيبت بكسر و تقطع في أنسجة و أخرى لها جرح بالركبة و هي التي كانت ضحية من تفتقت عبقريته بمستعجلات مستشفى محمد الخامس ليقدم على تخييط الجرح بخمس غرزات في ركبة التلميذة دون أن يتم استعمال التخذير الموضعي ، فهنيئا لنا بهذا الإنجاز الإجرامي حسب ما حكت التلميذة و التلاميذ المصابين المرافقين لها و آبائهم،و تلميذة أخرى أصيبت بكدمات بظهرها و أرجلها لحد الآن تعاني من آلام حادة . الشرطة بالدائرة التاسعة عاينت الحادث و سجلت محضرا و استمعت للمصابين و الملف أحيل على النيابة العامة ليتم إدراجه قضائيا ، و بالطبع فهذه النازلة لن تمر بسلام لأن حوادث احتراق حافلات شركة أوطاسا غريبة و متكررة ، و الأمر يستدعي فتح تحقيق من طرف الشرطة العلمية و القضائية في هذه الحوادث المتكررة في ظرف شهر واحد حيث احترقت ثلاث حافلات بنفس الطريقة ، و نحن لا يهمنا احتراق هذه الحافلات بقدر ما يهمنا هو كيف يتم الزج بعشرات الركاب و التلاميذ في حافلات تحترق و تشكل خطرا على أرواحهم و لا من يحرك ساكنا ، و ستدخل منظمات حقوقية في الموضوع للبحث و التقصي لمعرفة هل لهذا الشعب موطئ قدم فوق أرضه و في وطنه ؟ و هل له وجود وكيان يجب الحفاظ عليه أم لا ؟فكيف يتم السكوت على تهديد سلامة و أرواح تلاميذ و منهم من أصيب بإصابات خطيرة في زمن يسمى بزمن القانون و الديمقراطية المفترى عليهما؟