بعد منع السلطات في مدينة العرائش نشاطا ثقافيا كانت الرابطة المغربية للشباب من أجل التنمية و الحداثة (مقربة من حزب الإستقلال) تنوي تنظيمه،و السبب كما بدا هو عدم رضا تلك الجهات عن الضيف الذي كان يفترض أن يلقي محاضرة لتقييم تجربة حركة 20 فبراير. حيث كان من المفترض أن تستضيف الرابطة هذه المرة الدكتور عمر أحرشان باحث في العلوم السياسية و عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والاحسان،في إطار المشروع الوطني للرابطة، “الفضاء المغربي للحوار والديمقراطية “،الذي إعتادت تظيمه كل شهر. لكنه و في آخر لحظة أبلغ مسئولين على فضاءات دار الثقافة المنظمين،بإلغاء اللقاء لأسباب ظلت مجهولة و فيها الكثير من التلعتم،و في محاولة مستميتة قامت الرابطة بنقل النشاط لفضاءات أخرى،كان من بينها دار الشباب الراشيدي،مركز الإشتقبال،نادي الموظفين و قاعات الحفلات، لكن الرفض و المنع كان هو الجواب. و حتى حينما أعلنت الرابطة عزمها تغيير المدينة لتنظيم اللقاء،و الإنتقال لدار الشباب النور بمدينة الرباط،منعوا مرة أخرى. إذ أخبرهم عون سلطة بقرار المنع،رغم حصول مسئوولي الرابطة على ترخيص مسبق كما أخبرونا بذلك،مما إظطرهم في الأخير لتقديم الإعتذار عن تنظيم الندوة،و إصدار بيان في الموضوع. وتعليقا على المنع عبّر الدكتور عمر أحرشان في تصريحات خص بها طنجة24،عن خيبأة أمله مما حصل،و أضاف بأن منعه،هو عنوان آخر على أن المغرب لم يستفد من درس الربيع العربي،و أكد أحرشان أن كل المبادرات الإصلاحية التي أقدم عليها النظام المغربي لم تكن إلا لربح الوقت والالتفاف والمناورة. أحرشان قال بأن النظام لا نية ولا إرادة له للانفتاح وسماع الرأي الآخر،و هذا يبدو جليا،يضيف أحرشان من خلال “منعي من المشاركة في ندوة فكرية تناقش موضوعا حيويا من شأنه إثراء النقاش العمومي بالمغرب حول سياسات عمومية” و هو ما يؤكد “أن المغرب لم يخرج من جلباب السلطوية في أسوأ تجلياتها”. و قال أحرشان “إنه و للأسف ما زلنا أمام نظام محتكر لكل شيء ولا نية له في التأقلم مع الأوضاع الجديدة” و نعت النظام المغربي “بنظام خائف من بعث جديد لحراك شعبي يعلم مسبقا أنه سيعصف بأركانه إن إستفاد من الأخطاء التي رافقت الحراك في نسخته السابقة. و دعا أحرشان كل مكونات المجتمع المغربي إلى الإنتباه، والإعداد من أجل تشكيل جبهة عريضة لقيادة عملية مجتمعية تهدف إلى تغيير ميزان القوى لفائدة تغيير حقيقي يفضي إلى القضاء على الفساد والاستبداد”. يذكر أن الرابطة تنظم نشاطا كل شهر بدعم من المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالعرائش،إذ سبق لها أن إستضافت في حلقات سابقة كلا من الحقوقي أنيس بلافريج و الشيخ محمد الفيزازي والصحفي خالد الجامعي،و كان من المتوقع حضور المفكر اليهودي المغربي سيون أسيدون لكنه إعتذر في آخر لحظة للإشارة فإن عمر أحرشان يشغل كذلك منسقا للمركز الوطني للدراسات والأبحاث، و سبق له أن حصل في دجنبر 2011 على شهادة الدكتوراه في العلوم الإدارية بميزة مشرف جدا،عن بحثه الذي حمل عنوان “الإصلاح الإداري بالمغرب.. بين إكراهات الماضي وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل”.