كان من الضروري أن يحدث الهجوم المسلح الذي استهدف مدرسة مولاي الحسن للأقسام التحضيرية بطنجة، حتى يعقد المسؤولون التربويون والأمنيون اجتماعا طارئا لبحث الواقع المرير الذي تعاني منه هذه المؤسسة التي لم يمضي على تدشينها سوى ثلاثة أسابيع. فقد عقد ممثلون عن ولاية الأمن والأكادمية الجهوية للتربية والتكوين والنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، صباح الاثنين لقاءا موسعا من اجل دراسة الاختلالات التي تعرفها المدرسة، سواء فيما يتعلق بالجانب البنيوي أو الجانب الأمني. وذلك تزامنا مع إعلان الطلبة مقاطعتهم للدراسةح حتى تحسين الظروف العامة بالمؤسسسة. بنية متردية. وكان طلبة وطالبات المركز، قد خاضوا احتجاجات عارمة يوم السبت الأخير، احتجاجا على البنية المتردية التي تعيشها المؤسسة الحديثة الإنشاء، بعدما تضرروا بشكل كبير من التساقطات الغزيرة التي شهدتها مدينة طنجة منذ منتصف الأسبوع المنصرم، وكشفت عن وجه "بشعا" من أوجه الغش والفساد الذي صاحب تشييد المركز الذي تطلب غلافا ماليا يناهز خمسة ملايير سنتيم . ويؤكد هؤلاء الطلبة، أنهم وجدوا أنفسهم خلال الفترة التي عرفت هذه التساقطات ، وسط بحيرات ضخمة من مياه الامطار التي تسربت من بين شقوق توجد في السقف ومن النوافذ إلى داخل قاعات الدراسة وكافة المرافق التابعة للمؤسسة، وهو ما كان من شانه أن يتسبب في إتلاف معدات ولوازم الدراسة من وثائق وحواسيب. كما يشتكي الطلبة كذلك، من فوضى عارمة تعاني منها المؤسسة بسبب افتقارها لسور عازل عن الشارع العام، وهو المعطى الاكثر الذي ظل يؤرقهم منذ التحاقهم بالمركز المفتوح محيطه بشكل يسمح للغرباء بالتواجد في محيطه ويضيف إلى معاناتهم مشاكل أمنية كبيرة. أمن غائب ولعل الهجوم الذي تعرض له طلبة وطالبات مركز مولاي الحسن للأقسام التحضيرية داخل أجنحتهم السكنية، يعتبر بمثابة النقطة التي أفاضت كأس المعاناة المتعلقة بالجانب الأمني. وفي هذا الصدد، يوضح العديد من الطلبة، ان محيط مؤسستهم التعليمية باتت تشكل يوميا، موقفا لسيارات أشخاص غرباء يتواجدون في المكان من أجل التحرش بالطالبات. ونتيجة لهذه الاختلالات الكبيرة، سجلت المؤسسة في وقت سابق محاولة سرقة طالت مقصف المؤسسة إلى جانب عدة محاولات اخرى من طرف غرباء يجولون ويصولون ليلا داخل المؤسسة في ظ ل غياب حراسة مسترسلة. وكأول رد فعل من طرف سلطات ولاية أمن طنجة، أفادت مصادر مطلعة على مجريات الاجتماع الذي جمع مسؤوليين تربويين وامنيين صباح الاثنين، أنه تم الاعلان بشكل مبدئي على توفير دورية أمنية ثابتة بمحيط المؤسسة من أجل حراستها وحمايتها من تسلل الأشخاص الغرباء عن المؤسسة.