طفت من جديد ، ظاهرة السطو على أراضي الدولة من طرف مجموعة من المواطنين الذين اقدموا على تخصيص مساحات لهم بشكل عشوائي بمنطقة بئر الشيفا الخاضعة ترابيا لمقاطعة بني مكادة بطنجة. وعلم من عين المكان، أن عددا من الأشخاص قد قاموا بتشييد، براريك قصديرية فوق القطعة الأرضية قرب مقبرة المنطقة والتي تعود ملكيتها للدولة، حيث قاموا بإيواء عوائلهم واطفالهم بها، فيما تجند الرجال لأي مواجهة محتملة مع القوات العمومية التي لم تبدي أي تدخل بالرغم من مرور عدة ايام من عمليات السطو التي انطلقت أواسط الأسبوع الأخير. وتعيد هذه الخطوة إلى الاذهان، حالات استلاء مشابهة على أراضي جماعية في مناطق متفرقة بمدينة طنجة، خصوصا بئر الشيفا وسيدي ادريس والعوامة، التي شهدت مواجهات عنيفة مع القوات العمومية اثر تدخلات قامت بها السلطات المحلية "لتحرير الملك العام من المستولين عليه"، حسب بلاغات متطابقة للسلطات المحلية حينئذ. وكانت هذه المواجهات التي اعقبت انتخابات 25 نونبر 2011، قد أسفرت عن إصابة العشرات من القوات العمومية والمواطنين الغاضبين من تدخل السلطة، الذين أكدوا أنهم تلقوا وعودا انتخابية بمنحهم قطعا أرضية، فيما يقول آخرون أنهم يتوفرون على كافة وثائق البيع التي تثبت تملكهم للبقع الأرضية. وتجدر الإشارة، إلى ان والي المدينة السابق، محمد حصاد، قد قرر متابعة المسؤولين عن انتشار ظاهرة السكن العشوائي بمختلف المناطق المحيطة بالمدار الحضري لمدينة طنجة، من خلال تقديم ملتمس إلى الوكيل العام للملك، لفتح تحقيق مستعجل بخصوص عملية السطو على الأراضي السلالية بهوامش المدينة، والتحقيق كذلك في عقود البيع المبرمة بين جهات ما ومواطنين يؤكدون انهم يتوفرون على كافة الوثائق التي تثبت ملكيتهم للأراضي التي استهدفت عمليات الهدم بنايات أقيمت فوقها.